Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 76-79)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا مثل لله عز وجل والأصنام ، فهي كالأبكم الذي لا نطق له ولا يقدر على شيء وهو عيال على من والاه من قريب أو صديق ، و " الكَلّ " الثقل والمؤنة ، وكل محمول فهو كَلّ ، وسمي اليتيم كلاً ، ومنه قول الشاعر : [ الطويل ] @ أكول المال الكَلِّ قبل شبابه إذا كان عظم الكَلِّ غير شديد @@ كما الأصنام تحتاج إلى أن تنقل وتخدم ويتعذب بها ثم لا يأتي من جهتها خير البتة ، هذا قول قتادة ، وقال ابن عباس : هو مثل للكافر ، وقرأ ابن مسعود " يوجه " ، وقرأ علقمة " يوجِّهُ " وقرأ الجمهور ، " يوجهه " ، وهي خط المصحف ، وقرأ يحيى بن وثاب " يُوجَّه " ، وقرأ ابن مسعود أيضاً " توجهه " على الخطاب ، وضعف أبو حاتم قراءة علقمة لأنه لازم ، والذي { يأمر بالعدل } هو الله تعالى ، وقال ابن عباس : هو المؤمن . و " الصراط " الطريق ، وقوله { ولله غيب السماوات والأرض } الآية ، أخبر الله تعالى أن الغيب له يملكه ويعلمه ، وقوله { وما أمر الساعة } آية إخبار بالقدرة وحجة على الكفار ، والمعنى على ما قال قتادة وغيره : ما تكون الساعة وإقامتها في قدرة الله إلا أن يقول لها كن ، فلو اتفق أن يقف على ذلك محصل من البشر لكانت من السرعة بحيث يشك هل هي كلمح البصر أو هي أقرب من ذلك ، فـ { أو } على هذا على بابها في الشك ، وقيل هي للتخيير ، و " لمح البصر " هو وقوعه على المرئي ، وقوى هذا الإخبار بقوله { إن الله على كل شيء قدير } . ومن قال { وما أمر الساعة } له وما إتيانها ووقوعها بكم على جهة التخويف من حصولها ففيه بعد تجوز كثير ، وبُعْد من قول النبي صلى الله عليه وسلم " بعثت أنا والساعة كهاتين " ، ومن ذكره ما ذكر من أشراط الساعة ومهلتها ، ووجه التأويل أن القيامة لما كانت آتية ولا بد جعلت من القرب { كلمح البصر } كما يقال : ما السنة إلا لحظة ، إلا أن قوله { أو هو أقرب } يرد أيضاً هذه المقالة ، وقوله { والله أخرجكم } الآية ، آية تعديد نعمة بينة لا ينكرها عاقل ، وهي نعمة معها كفرها وتصريفها في الإشراك بالذي وهبها ، فالله عز وجل أخبر بأنه أخرج ابن آدم لا يعلم شيئاً ، ثم جعل حواسه التي قد وهبها له في البطن سلماً إلى درك المعارف ، ليشكر على ذلك ويؤمن بالمنعم عليه ، و " أمهات " أصله أمات ، وزيدت الهاء مبالغة وتأكيداً ، كما زادوا الهاء في أهرقت الماء ، قاله أبو إسحاق ، وفي هذا المثل نظر وقول غير هذا ، وقرأ حمزة والكسائي " إمهاتكم " بكسر الهمزة ، وقرأ الأعمش " في بطون أمِّهاتكم " بحذف الهمزة وكسر الميم المشددة ، وقرأ ابن أبي ليلى بحذف الهمزة وفتح الميم مشددة ، قال أبو حاتم : حذف الهمزة ردي ولكن قراءة ابن أبي ليلى أصوب والترجي الذي في " لعل " هو بحسبنا ، وهذه الآية تعديد نعم وموضع اعتبار ، وقوله { ألم تروا إلى الطير } الآية ، وقرأ طلحة بن مصرف والأعمش وابن هرمز " ألم تروا " بالتاء ، وقرأ أهل مكة والمدينة " ألم يروا " بالياء على الكناية عنهم ، واختلف عن الحسن وعاصم وأبي عمرو وعيسى الثقفي ، و " الجو " مسافة ما بين السماء والأرض ، وقيل هو ما يلي الأرض منها ، وما فوق ذلك هو اللوح ، و " الآية " عبرة بينة تفسيرها تكلف بحت .