Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 2-2)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الاسم من { ذلك } الذال والألف ، وقيل الذال وحدها ، والألف تقوية ، واللام لبعد المشار إليه وللتأكيد ، والكاف للخطاب ، وموضع { ذلك } رفع كأنه ابتداء ، أو ابتداء وخبره بعده ، واختلف في { ذلك } هنا فقيل : هو بمعنى " هذا " ، وتكون الإشارة إلى هذه الحروف من القرآن . قال القاضي أبو محمد : وذلك أنه قد يشار بـ " ذلك " إلى حاضر تعلق به بعض الغيبة وبـ " هذا " إلى غائب هو من الثبوت والحضور بمنزلة وقُرْب . وقيل : هو على بابه إِشارة إلى غائب ، واختلف في ذلك الغائب ، فقيل : ما قد كان نزل من القرآن ، وقيل : التوراة والإنجيل ، وقيل : اللوح المحفوظ ؛ أي الكتاب الذي هو القدر وقيل : إن الله قد كان وعد نبيه أن ينزل عليه كتاباً لا يمحوه الماء ، فأشار إلى ذلك الوعد . وقال الكسائي : " { ذلك } إشارة إلى القرآن الذي في السماء لم ينزل بعد " . وقيل : إن الله قد كان وعد أهل الكتاب أن ينزل على محمد كتاباً ، فالإشارة إلى ذلك الوعد ، وقيل : إن الإشارة إلى حروف المعجم في قول من قال { الم } حروف المعجم التي تحديتكم بالنظم منها . ولفظ { الكتاب } مأخوذ من " كتبتُ الشيء " إذا جمعتَه وضممتَ بعضه إلى بعض ككتبَ الخَرَز بضم الكاف وفتح التاء وكتبَ الناقة . ورفع { الكتاب } يتوجه على البدل أو على خبر الابتداء أو على عطف البيان . و { لا ريب فيه } معناه : لا شكّ فيه ولا ارتياب به ؛ والمعنى أنه في ذاته لا ريب فيه وإن وقع ريبٌ للكفار . وقال قوم : لفظ قوله { لا ريب } فيه لفظ الخبر ومعناه النهي . وقال قوم : هو عموم يراد به الخصوص ؛ أي عند المؤمنين . قال القاضي أبو محمد : وهذا ضعيف . وقرأ الزهري ، وابن محيصن ، ومسلم بن جندب ، وعبيد بن عمير : " فِيهُ " بضم الهاء ؛ وكذلك " إليهُ " و " علَيْهُ " و " بِهُ " و " نُصْلِهُ " ونولهُ وما أشبه ذلك حيث وقع على الأصل . وقرأ ابن إسحاق : " فيهو " ضم الهاء ووصلها بواو . و { هدى } معناه رشاد وبيان ، وموضعه ، من الإعراب رفع على أنه خبر { ذلك } ، أو خبر ابتداء مضمر ، أو ابتداء وخبره في المجرور قبله ، ويصح أن يكون موضعه نصباً على الحال من ذلك ، أو من الكتاب ، ويكون العامل فيه معنى الإشارة ، أو من الضمير في { فيه } ، والعامل معنى الاستقرار ؛ وفي هذا القول ضعف . وقوله { للمتقين } اللفظ مأخوذ من وَقَى ، وفعله اتَّقى ، على وزن افتعل ، وأصله " للموتقيين " استثقلت الكسرة على الياء فسكنت وحذفت للالتقاء ، وأبدلت الواو تاءً على أصلهم في اجتماع الواو والتاء ، وأدغمت التاء في التاء فصار { للمتقين } . والمعنى : الذين يتقون الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب معاصيه ، كان ذلك وقاية بينهم وبين عذاب الله .