Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 4-5)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف المتأولون فيمن المراد بهذه الآية وبالتي قبلها . فقال قوم : " الآيتان جميعاً في جميع المؤمنين " . وقال آخرون : " هما في مؤمني أهل الكتاب " . وقال آخرون : " الآية الأولى في مؤمني العرب ، والثانية في مؤمني أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام ، وفيه نزلت " . قال القاضي أبو محمد : فمن جعل الآيتين في صنف واحد فإعراب و { الذين } خفض على العطف ، ويصح أن يكون رفعاً على الاستنئاف ، " أي وهم الذين " ومن جعل الآيتين في صنفين ، فإعراب " الذين " رفع على الابتداء ، وخبره { أولئك على هدى } ويحتمل أن يكون عطفاً . وقوله : { بما أنزل إليك } يعني القرآن { وما أنزل من قبلك } يعني الكتب السالفة . وقرأ أبو حيوة ويزيد بن قطيب . " بما أنزل … وما أنزل " بفتح الهمزة فيهما خاصة . والفعل على هذا يحتمل أن يستند إلى الله تعالى ، ويحتمل إلى جبريل ، والأول أظهر وألزم . { وبالآخرة } قيل معناه بالدار الآخرة ، وقيل بالنشأة الآخرة . و { يوقنون } معناه يعلمون علماً متمكناً في نفوسهم . واليقين أعلى درجات العلم ، وهو الذي لا يمكن أن يدخله شك بوجه وقول مالك رحمه الله : " فيحلف على يقينه ثم يخرج الأمر على خلاف ذلك " تجوّز منه في العبارة على عرف تجوّز العرب ، ولم يقصد تحرير الكلام في اليقين . وقوله تعالى : { أولئك } إشارة إلى المذكورين ، و " أولاء " جمع " ذا " ، وهو مبني على الكسرة لأنه ضَعُفَ لإبهامه عن قوة الأسماء ، وكان أصل البناء السكون فحرك لالتقاء الساكنين ، والكاف للخطاب ، و " الهدى " هنا الإرشاد . و { أولئك } الثاني ابتداء ، و { المفلحون } خبره ، و { هم } فصل ، لأنه وقع بين معرفتين ويصح أن يكون { هم } ابتداء ، و { المفلحون } خبره ، والجملة خبر { أولئك } ، والفلاح الظفر بالبغية وإدراك الأمل ومنه قول لبيد : [ الرمل ] . @ اعقلي إن كنت لمّا تعقلي ولقد أفلح من كان عقلْ @@ وقد وردت للعرب أشعار فيها الفلاح بمعنى البقاء ، كقوله : [ الطويل ] @ ونرجو الفلاحَ بَعْدَ عادٍ وحمْيَرِ @@ وقول الأضبط : [ المنسرح ] @ لِكُلّ همٍّ من الهموم سَعَهْ والصُّبْحُ والمسى لا فلاح معه @@ والبقاء يعمه إدراك الأمل والظفر بالبغية ، إذ هو رأس ذلك وملاكه وحكى الخليل الفلاح على المعنيين .