Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 41-43)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شبه تعالى الكفار في عبادتهم الأصنام وبنائهم جميع أمورهم على ذلك بـ { العنكبوت } التي تبني وتجتهد وأمرها كلها ضعيف متى مسته أدنى هابة أذهبته فكذلك أمر أولئك وسعيهم مضمحل لا قوة له ولا معتمد ، ومن حديث ذكره النقاش " العنكبوت شيطان مسخه الله تعالى فاقتلوه " ، وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : " طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت فإن تركه يورث الفقر " ، وقوله { لو كانوا يعلمون } ، أي { يعلمون } أن هذا مثلهم وأن حالهم ونسبتهم من الحق هذه الحال ، وقوله { إن الله يعلم ما تدعون من دونه من شيء } . قرأ أبو عمرو وسلام " يعلم ما " بالإدغام ، وقرأ عامة القراء بالفك ، وقرأ الجمهور " تدعون " بالتاء من فوق ، وقرأ أبو عمرو وعاصم بخلاف " يدعون " بالياء من تحت على الغيبة ، فأما موضع { ما } من الإعراب فقيل معناه أن الله يعلم الذين يدعون من دونه من جميع الأشياء أن حالهم هذه وأنهم لا قدرة لهم ، وقيل قوله { إن الله يعلم } إخبار تام ، وقوله { وهو العزيز الحكيم } متصل به ، واعترض بين الكلامين { ما تدعون من دونه من شيء } ، وذلك على هذا النحو من النظر يحتمل معنيين أحدهما أن تكون { ما } نافية أي لستم تدعون شيئاً له بال ولا قدر ولا خلاق فيصلح أن يسمى شيئاً وفي هذا تعليق { يعلم } وفيه نظر ، الثاني أن تكون { ما } استفهاماً كأنه قرر على جهة التوبيخ على هذا المعبود من جميع الأشياء ما هو إذا لم يكن الله تعالى أي ليس لهم على هذا التقرير جواب مقنع البتة ، فـ { من } على القول الأول والثالث للتبعيض المجرد ، وعلى القول الوسط هي زائدة في الجحد ومعناها التأكيد ، وقال أبو علي { ما } استفهام نصب بـ { تدعون } ولا يجوز نصبها بـ { يعلم } ، والتقدير أن الله يعلم أوثاناً تدعون من دونه أو غيره لا يخفى ذلك عليه ، وقوله { وتلك الأمثال } إشارة إلى هذا المثل ونحوه ، و { نضربها } مأخوذ من الضرب أي النوع كما تقول هذان من ضرب واحد وهذا ضريب هذا أي قرينه وشبهه ، فكأن ضرب المثل هو أن يجعل للأمر الممثل ضريب ، وباقي الآية بين . وقرأت فرقة " يدعون " بالياء من تحت ، وقرأت فرقة " تدعون " بالتاء على المخاطبة ، وقال جابر : قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { إلا العالمون } : " العالم من عقل عن الله فعمل بطاعته وانتهى عن معصيته " .