Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 54-56)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يحتمل أن يكون معنى الآية : وما منعهم الله من أن تقبل إلا لأجل أنهم كفروا ، فـ { أن } الأولى على هذا في موضع خفض نصبها الفعل حين زال الخافض ، و " أن " الثانية ، في موضع نصب مفعول من أجله ، ويحتمل أن يكون التقدير : وما منعهم الله قبول نفقاتهم إلا لأجل كفرهم ، فالأولى على هذا في موضع نصب ، ويحتمل أن يكون المعنى : وما منعهم الله قبول نفقاتهم إلا كفرهم ، فالثانية في موضع رفع فاعلة ، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم : " أن تقبل منهم نفقاتهم " وقرأ حمزة والكسائي ونافع فيما روي عنه : " أن يقبل منهم نفقاتهم " بالياء وقرأ الأعرج بخلاف عنه : " أن تقبل منهم نفقتهم " بالتاء من فوق وإفراد النفقة ، وقرأ الأعمش ، " أن يقبل منهم صدقاتهم " ، وقرأت فرقة : " أن نقبل منهم نفقتهم " بالنون ونصب النفقة ، و { كسالى } جمع كسلان ، وكسلان إذا كانت مؤنثته كسلى لا ينصرف بوجه وإن كانت مؤنثته كسلانة فهو ينصرف في النكرة ثم أخبر عنهم تعالى أنهم " لا ينفقون دومة إلا على كراهية " إذ لا يقصدون بها وجه الله ولا محبة المؤمنين ، فلم يبق إلا فقد المال وهو من مكارههم لا محالة ، وقوله تعالى : { فلا تعجبك أموالهم } الآية ، حقر هذا اللفظ شأن المنافقين وعلل إعطاء الله لهم الأموال والأولاد بإرادته تعذيبهم بها ، واختلف في وجه التعذيب فقال قتادة : في الكلام تقديم وتأخير ، فالمعنى " فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة " ، وقال الحسن : الوجه في التعذيب أنه بما ألزمهم فيها من أداء الزكاة والنفقة في سبيل الله . قال القاضي أبو محمد : فالضمير في قوله { بها } عائد في هذا القول على " الأموال " فقط ، وقال ابن زيد وغيره : " التعذيب " هو بمصائب الدنيا ورزاياها هي لهم عذاب إذ لا يؤجرون عليها ، وهذا القول وإن كان يستغرق قول الحسن فإن قول الحسن يتقوى تخصيصه بأن تعذيبهم بإلزام الشريعة أعظم من تعذيبهم بسائر الرزايا وذلك لاقتران الذلة والغلبة بأوامر الشريعة لهم قوله : { وتزهق انفسهم } ، يحتمل أن يريد ويموتون على الكفر ، ويحتمل أن يريد " وتزهق أنفسهم " من شدة التعذيب الذي ينالهم ، وقوله { وهم كافرون } جملة في موضع الحال على التأويل الأول ، وليس يلزم ذلك على التأويل الثاني ، وقوله { ويحلفون } الآية ، أخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم يحلفون أنهم من المؤمنين في الدين والشريعة ثم أخبر تعالى عنهم على الجملة لا على التعيين أنهم ليسوا من المؤمنين ، وإنما هم يفزعون منهم فيظهرون الإيمان وهو يبطنون النفاق ، و " الفرق " ، الخوف ، والفروقة الجبان وفي المثل وفرق خير من حبين .