Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 41-41)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وقال } يعني نوحاً للذين أمر بحملهم { اركبوا } السفينة . قال ابن عباس : ركبوا فيها لعشر مضين من رجب ، وخرجوا منها يوم عاشوراء . وقال ابن جريج : رفعت من عين وردة يوم الجمعة لعشر مضين من رجب ، فأتت موضع البيت فطافت به أسبوعاً ، وكان البيت قد رُفع في ذلك الوقت ، ورست ببا قِرْدى على الجودي يوم عاشوراء . قال ابن عباس : قرض الفأر حبال السفينة ، فشكا نوح ذلك ، فأوحى الله تعالى إِليه ، فمسح ذنب الأسد ، فخرج سنَّوْرانِ ، وكان في السفينة عَذِرة ، فشكا ذلك إِلى ربه ، فأوحى الله تعالى إِليه ، فمسح ذنب الفيل ، فخرج خنزيران فـأكلا ذلك . قوله تعالى : { بسم الله مجراها ومرساها } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وأبوبكر عن عاصم : « مُجراها » بضم الميم . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم : « مَجراها » بفتح الميم ، وكسر الراء . وكلهم قرؤوا بضم الميم من « مرساها » ، إِلا أن ابن كثير ، وأبا عمرو ، وابن عامر ، وحفصاً عن عاصم ، كانوا يفتحون السين . ونافع ، وأبو بكر عن عاصم ، كانا يقرآنها بين الكسر والتفخيم . وكان حمزة ، والكسائي ، وخلف ، يميلونها . وليس في هؤلاء أحد جعلها نعتاً لله ، وإِنما جعل الوصفين نعتاً لله تعالى ، الحسن ، وقتادة ، وحُميد الأعرج ، وإِسماعيل بن مجالد عن عاصم ، فقرؤوا « مُجرِيها و مُرسِيها » بضم الميم ، وبياءين صحيحتين ، مثل مبديها ومنشيها . وقرأ ابن مسعود : « مجراها » بفتح الميم ، وإِمالة الراء بعدها ألف ، « ومرساها » برفع الميم ، وإِمالة السين بعدها ألف . وقرأ أبو رزين ، وأبوالمتوكل : « مجراها » بفتح الميم والراء ، وبألف بعدها ، ومرساها ، برفع الميم وفتح السين ، وبألف بعدها . وقرأ أبو الجوزاء ، وابن يعمر : « مَجراها ومَرساها » بفتح الميم فيهما جميعاً ، وفتح الراء والسين ، وبألف بعدهما . وقرأ يحيى بن وثاب بفتح الميمين ، إِلا أنه أمال الراء والسين فيهما ، وقرأ أبو عمران الجوني ، وابن جبير ، برفع الميم فيهما ، وفتح الراء والسين ، وبألف بعدهما جميعاً . فمن قرأ بضم الميمين ، جعله من أجرى وأرسى . ومن فتحهما ، جعله مصدراً من جرى الشيء يجري مَجرى ، ورسى يرسي مَرسى . قال الزجاج : قوله : { بسم الله } أي : بالله ، والمعنى : أنه أمرهم أن يسمُّوا في وقت جريها ووقت استقرارها . ومن قرأ بضم الميمين ، فالمعنى : بالله إِجراؤها ، وبالله إِرساها . ومن فتحهما ، فالمعنى : بالله يكون جريها ، وبالله يقع إِرساؤها ، أي : إِقرارها . وسمعت شيخنا أبا منصور اللغوي يقول : من ضم الميم في « مُجراها » أراد : أجراها اللهُ مجرىً ، ومن فتحها ، أراد : جرت مَجرى . وقال الضحاك : كان إِذا أراد أن تجري ، قال : بسم الله ، فجرت . وإذا أراد أن ترسي ، قال : بسم الله ، فرست .