Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 70-70)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { والله خلقكم } أي : أوجدكم ولم تكونوا شيئاً { ثم يتوفَّاكم } عند انقضاء آجالكم ، { ومنكم من يُرَدُّ إِلى أرذل العمر } وهو أردؤه ، وأَدْوَنُه ، وهي حالة الهرم . وفي مقداره من السنين ثلاثة أقوال : أحدها : خمس وسبعون سنة ، قاله عليّ عليه السلام . والثاني : تسعون سنة ، قاله قتادة . والثالث : ثمانون سنة ، قاله قطرب . قوله تعالى : { لكي لا يعلم بعد علم شيئاً } قال الفراء : لكي لا يعقل من بعد عقله الأول شيئاً . وقال ابن قتيبة : أي : حتى لا يعلم بعد علمه بالأمور شيئاً ، لشدة هرمه . وقال الزجاج : المعنى : أن منكم من يَكْبُرُ حتى يذهب عقله خَرَفاً ، فيصير بعد أن كان عالماً جاهلاً ، ليريَكم من قدرته ، كما قَدِر على إِماتته وإِحيائه ، أنه قادر على نقله من العلم إِلى الجهل . وروى عطاء عن ابن عباس أنه قال : ليس هذا في المسلمين ، المسلم لا يزداد في طول العمر والبقاء إِلاَّ كرامة عند الله ، وعقلاً ، ومعرفة . وقال عكرمة : من قرأ القرآن ، لم يُردّ إِلى أرذل العمر .