Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 72-75)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً } يعني النساء . وفي معنى { من أنفسكم } قولان : أحدهما : أنه خلَق آدم ، ثم خلَق زوجته منه ، قاله قتادة . والثاني : « من أنفسكم » ، أي : من جنسكم من بني آدم ، قاله ابن زيد . وفي الحَفَدَة خمسة أقوال : أحدها : أنهم الأصهار ، أختان الرجل على بناته ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس في رواية ، ومجاهد في رواية ، وسعيد بن جبير ، والنخعي ، وأنشدوا من ذلك : @ ولو أنَّ نَفْسِي طاوعتني لأَصْبَحَتْ لها حَفَدٌ مِمَّا يُعدُّ كثيرُ ولكنَّها نَفْسٌ عَلَيَّ أبِيَّةٌ عَيُوفٌ لأصهار اللئِام قذورُ @@ والثاني : أنهم الخدم ، رواه مجاهد عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد في رواية الحسن ، وطاووس وعكرمة في رواية الضحاك ، وهذا القول يحتمل وجهين : أحدهما : أنه يراد بالخدم : الأولاد . فيكون المعنى : أن الأولاد يَخدمون . قال ابن قتيبة : الحفدة : الخدم والأعوان ، فالمعنى : هم بنون ، وهم خدم . وأصل الحَفْد : مداركة الخطو والإِسراع في المشي ، وإِنما يفعل الخدم هذا ، فقيل لهم : حَفَدَة . ومنه يقال في دعاء الوتر : « وإِليك نسعى ونَحفِد » . والثاني : أن يراد بالخدم ، المماليك ، فيكون معنى الآية : وجعل لكم من أزواجكم بنين ، وجعل لكم حفدة من غير الأزواج ، ذكره ابن الأنباري . والثالث : أنهم بنو امرأة الرجل من غيره ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك . والرابع : أنهم ولد الولد ، رواه مجاهد عن ابن عباس . والخامس : أنهم كبار الأولاد ، والبنون : صغارهم ، قاله ابن السائب ، ومقاتل . قال مقاتل : وكانوا في الجاهلية تخدمهم أولادهم . قال الزجاج : وحقيقة هذا الكلام أن الله تعالى جعل من الأزواج بنين ، ومن يعاون على ما يُحتاج إِليه بسرعة وطاعة . قوله تعالى : { ورزقكم من الطيبات } قاله ابن عباس : يريد : من أنواع الثمار والحبوب والحيوان . قوله تعالى : { أفبالباطل يؤمنون } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنه الأصنام ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه الشريك والصاحبة والولد ، فالمعنى : يصدِّقون أن لله ذلك ؟ ! قاله عطاء . والثالث : أنه الشيطان ، أمرهم بتحريم البحيرة والسائبة ، فصدَّقوا . وفي المراد ب « نعمة الله » ثلاثة أقوال : أحدها : أنها التوحيد ، قاله ابن عباس . والثاني : القرآن والرسول . والثالث : الحلال الذي أحلَّه الله لهم . قوله تعالى : { ويعبُدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً } وفي المشار إِليه قولان : أحدهما : أنها الأصنام ، قاله قتادة . والثاني : الملائكة ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { من السموات } يعني : المطر ، { و } من { الأرض } النبات ، والثمر . قوله تعالى : { شيئاً } قال الأخفش : جعل « شيئاً » بدلاً من الرزق ، والمعنى : لا يملكون رزقاً قليلا ولا كثيرا ، { ولا يَستطيعون } أي : لا يقدرون على شيء . قال الفراء : وإِنما قال في أول الكلام : « يملك » وفي آخره : « يستطيعون » ، لأن « ما » في مذهب : جمعٌ لآلهتهم ، فوحَّد « يملك » على لفظ « ما » وتوحيدها ، وجمع في « يستطيعون » على المعنى ، كقوله : { ومنهم من يستمعون إِليك } [ يونس : 42 ] . قوله تعالى : { فلا تضربوا لله الأمثال } أي : لا تشبِّهوه بخَلْقه ، لأنه لا يُشْبِه شيئاً ، ولا يُشبِهه شيء ، فالمعنى : لا تجعلوا له شريكا . وفي قوله : { إِن الله يعلم وأنتم لا تعلمون } أربعة أقوال : أحدها : يعلم ضرب المثل ، وأنتم لا تعلمون ذلك ، قاله ابن السائب . والثاني : يعلم أنه ليس له شريك ، وأنتم لا تعلمون أنه ليس له شريك ، قاله مقاتل . والثالث : يعلم خطأ ما تضربون من الأمثال ، وأنتم لا تعلمون صواب ذلك من خطئه . والرابع : يعلم ما كان ويكون ، وأنتم لا تعلمون قدر عظَمته حين أشركتم به ، ونسبتموه إِلى العجز عن بعث خلقه .