Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 88-89)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { الذين كفروا وصُّدوا عن سبيل الله } قال ابن عباس : منعوا النَّاس من طاعة الله والإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم . قوله تعالى : { زدناهم عذاباً فوق العذاب } إِنما نكَّر العذاب [ الأول ] ، لأنه نوع خاص لقوم بأعيانهم ، وعرَّف العذاب الثاني ، لأنه العذاب الذي يعذَّب به أكثر أهل النار ، فكان في شهرته بمنزلة النار في قول القائل : نعوذ بالله من النار ، وقد قيل : إِنما زِيدوا هذا العذاب على ما يستحقونه من عذابهم ، بصدِّهم عن سبيل الله . وفي صفة هذا العذاب الذي زِيدوا أربعة أقوال : أحدها : أنها عقارب كأمثال النخل الطوال ، رواه مسروق عن ابن مسعود . والثاني : أنها حيَّات كأمثال الفِيَلَة ، وعقارب كأمثال البغال ، رواه زرٌّ عن ابن مسعود . والثالث : أنها خمسة أنهار من صُفْر مُذَابٍ تسيل من تحت العرش يعذَّبون بها . ثلاثة على مقدار الليل ، واثنان على مقدار النهار ، قاله ابن عباس . والرابع : أنه الزمهرير ، ذكره ابن الأنباري . قال الزجاج : يخرجُون من حرِّ النار إِلى الزمهرير ، فيتبادرون من شدة برده إِلى النار . قوله تعالى : { وجئنا بك شهيداً على هؤلاء } وفي المشار إِليهم قولان : أحدهما : أنهم قومه ، قاله ابن عباس . والثاني : أُمَّته ، قاله مقاتل . وتم الكلام هاهنا . ثم قال : { ونزَّلنا عليك الكتاب تبياناً } قال الزجاج : التبيان : اسم في معنى البيان . فأما قوله تعالى : { لكل شيء } فقال العلماء بالمعاني : يعني : لكل شيء من أمور الدين ، إِما بالنص عليه ، أو بالإِحالة على ما يوجب العلم ، مثل بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إِجماع المسلمين .