Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 94-96)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولا تتخذوا أَيْمانكم دَخَلا } هذا استئناف للنهي عن أيمان الخديعة . { فَتَزِلَّ قَدَمٌ بعد ثبوتها } قال أبو عبيدة : هذا مَثَل يقال لكل مبتَلَىً بعد عافية ، أو ساقط في ورطة بعد سلامة : زلّت به قَدَمه . قال مقاتل : ناقض العهد يَزِلُّ في دينه كما تَزِلُّ قَدم الرَّجُل بعد الاستقامة . قال المفسرون : وهذا نهي للذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإِسلام ونصرة الدين عن نقض العهد ، ويدل عليه قوله يتعالى : { وتذوقوا السوء } يعني : العقوبة { بما صددتم عن سبيل الله } يريد أنهم إِذا نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صدَّوا الناس عن الإِسلام ، فاستحقُّوا العذاب . وقوله تعالى : { ولكم عذاب عظيم } يعني : في الآخرة . ثم أكد ذلك بقوله : { ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً } قال أبو صالح عن ابن عباس : نزلت في رجُلين اختصما إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض ، يقال لأحدهما « عِيدان بن أشوع » وهو صاحب الأرض ، وللآخر : « امرؤ القيس » وهو المدعى عليه ، فهمّ امرؤ القيس أن يحلف ، فأخَّره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية . وذكر أبو بكر الخطيب أن اسم صاحب الأرض « ربيعة بن عبْدان » وقيل : « عَيدان » ، بفتح العين وياء معجمه باثنتين . ومعنى الآية : لاتنقضوا عهودكم ، تطلبون بنقضها عَرَضاً يسيراً من الدنيا ، إِن ما عندالله من الثواب على الوفاء هو خير لكم من العاجل . { ما عندكم ينفد } أي : يفنى { وما عند الله } في الآخرة { باقٍ } وقف بالياء ابن كثير في رواية عنه ، ولا خلاف في حذفها في الوصل . { ولَنَجْزِيَنَّ الذين صبروا } قرأ نافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : « ولَيَجْزِيَنَّ » بالياء . وقرأ ابن كثير ، وعاصم : « ولَنَجْزِيَنَّ » بالنون . ولم يختلفوا في { ولَنَجْزِيَنَّهم أجرهم } أنها بالنون ، ومعنى هذه الآية : وليَجْزِيَنَّ الذين صبروا على أمره أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون في الدنيا ، ويتجاوز عن سيئاتهم .