Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 26-28)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وآت ذا القربى حقَّه } فيه قولان . أحدهما : أنه قرابة الرجل من قبَل أبيه وأُمِّه ، قاله ابن عباس ، والحسن ، فعلى هذا في حقهم ثلاثة أقوال . أحدها : أن المراد به : بِرُّهم وصِلَتهم . والثاني : النَّفقة الواجبة لهم وقت الحاجة . والثالث : الوصيَّة لهم عند الوفاة . والثاني : أنهم قرابة الرسول ، قاله علي بن الحسين عليهما السلام ، والسدي . فعلى هذا ، يكون حقهم : إِعطاؤهم من الخُمس ، ويكون الخطاب للوُلاة . قوله تعالى : { والمسكينَ وابنَ السبيل } قال القاضي أبو يعلى : يجوز أن يكون المراد : الصدقات الواجبة ، يعني : الزكاة ، ويجوز أن يكون الحق الذي يَلزمه إِعطاؤه عند الضرور إِليه . وقيل : حق المسكين ، من الصدقة ، وابن السبيل ، من الضيافة . قوله تعالى : { ولا تبذِّر تبذيراً } في التبذير قولان . أحدهما : أنه إِنفاق المال في غير حق ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس . وقال مجاهد : لو أنفق الرجل ماله كلَّه في حقٍّ ، ما كان مبذِّراً ، ولو أنفق مُدّاً في غير حق ، كان مبذِّراً . قال الزجاج : التبذير : النفقة في غير طاعة الله ، وكانت الجاهلية تنحر الإِبل وتبذِّر الأموال تطلب بذلك الفخر والسُّمعة ، فأمر الله عز وجل بالنفقة في وجهها فيما يقرِّب منه . والثاني : أنه الإِسراف المتلفِ للمال ، ذكره الماوردي . وقال أبو عبيدة : المبذِّر : هو المُسرف المُفسد العائث . قوله تعالى { إِن المبذِّرين كانوا إِخوان الشياطين } لأنهم يوافقونهم فيما يدعونهم إِليه ، ويشاكلونهم في معصية الله ، { وكان الشيطان لربه كفورا } أي : جاحداً لنِعَمه . وهذا يتضمن أن المسرف كفور للنِّعم . قوله تعالى : { وإِما تعرضَنَّ عنهم } في المشار إِليهم أربعة أقوال . أحدها : أنهم الذين تقدَّم ذِكْرُهم من الأقارب والمساكين وأبناء السبيل ، قاله الأكثرون ، فعلى هذا في علَّة هذا الإِعراض قولان . أحدهما : الإِعسار ، قاله الجمهور . والثاني : خوف إِنفاقهم ذلك في معصية الله ، قاله ابن زيد . وعلى هذا في الرحمة قولان . أحدهما : الرزق ، قاله الأكثرون . والثاني : أنه الصلاح والتوبة ، هذا على قول ابن زيد . والثاني : أنهم المشركون ، فالمعنى : وإِما تعرضَنَّ عنهم لتكذيبهم ، قاله سعيد بن جبير . فتحتمل إذاً الرحمة وجهين . أحدهما : انتظار النصر عليهم . والثاني : الهداية لهم . والثالث : " أنهم ناس من مُزينة جاؤوا يستحملون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : « لا أجد ما أحملكم عليه » ، فبكَوا " ، فنزلت هذه الآية ، قاله عطاء الخراساني . والرابع : أنها نزلت في خبَّاب ، وبلال ، وعمَّار ، ومِهجَع ، ونحوهم من الفقراء ، كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجد ما يعطيهم ، فيُعرض عنهم ويسكت ، قاله مقاتل . فعلى هذا القول والذي قبله تكون الرحمة بمعنى الرِّزق . قوله تعالى : { فقل لهم قولاً ميسوراً } قال أبو عبيدة : ليِّناً هيِّناً ، وهو من اليُسْر . وللمفسرين فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه العِدَة الحسنة ، قاله ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد . والثاني : أنه القول الجميل ، مثل أن يقول : رزقنا الله وإِياك ، قاله ابن زيد ؛ وهذا على ما تقدّم من قوله . والثالث : أنه المداراة لهم باللسان ، على قول مَن قال : هم المشركون ، قاله أبو سليمان الدمشقي ؛ وعلى هذا القول ، تحتمل الآية النسخ .