Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 32-33)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولا تقربوا الزنا } وقرأ أبو رزين ، وأبو الجوزاء ، والحسن : بالمد . قال أبو عبيدة : وقد يمد « الزنا » في كلام أهل نجد ، قال الفرزدق : @ أبا حَاضِرٍ مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤه ومَنْ يَشْرَبِ الخُرْطُوْمَ يُصْبِحْ مُسَكَّرا @@ وقال أيضاً : @ أخضبتَ فِعْلَك للزِّنَاءِ ولم تَكُنْ يَوْمَ اللِّقَاءِ لتَخْضِبَ الأبْطَالا @@ وقال آخر : @ [ كانت فريضةُ ما تقول ] كَمَا كَانَ الزِّنَاءُ فَرِيْضَةَ الرَّجْمِ @@ قوله تعالى : { ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله } قد ذكرناه في [ الأنعام : 151 ] . قوله تعالى : { فقد جعلنا } قال الزجاج : الأجود إِدغام الدال مع الجيم ، والإِظهار جيد بالغ ، إِلاَّ أنَّ الجيم من وسط اللسان ، والدال من طرف اللسان ، والإِدغام جائز ، لأن حروف وسط اللسان تقرب من حروف طرف اللسان . ووليُّه : الذي بينه وبينه قرابة توجب المطالبة بدمه ، فإن لم يكن له وليٌّ ، فالسُّلطان وليُّه . وللمفسرين في السُّلطان قولان . أحدهما : أنه الحُجَّة ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه الوالي ، والمعنى : { فقد جعلنا لوليه سلطاناً } ينصره ويُنْصِفه في حَقِّه ، قاله ابن زيد . قوله تعالى : { فلا يُسرف في القتل } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وعاصم : « فلا يسرف » بالياء . وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : بالتاء . وفي المشار إِليه في الآية قولان . أحدهما : أنه وليُّ المقتول . وفي المراد بإسرافه خمسة أقوال . أحدها : أن يَقتُل غير القاتل ، قاله ابن عباس ، والحسن . والثاني : أن يقتُل اثنين بواحد ، قاله سعيد بن جبير . والثالث : أن يقتُل أشرف مِن الذي قُتل ، قاله ابن زيد . والرابع : أن يمثِّل ، قاله قتادة . والخامس : أن يتولى هو قتل القاتل دون السلطان ، ذكره الزجّاج . والثاني : أن الإِشارة إِلى القاتل الأول ، والمعنى : فلا يسرف القاتل بالقتل تعدّياً وظلماً ، قاله مجاهد . قوله تعالى : { إِنه كان منصوراً } أي : مُعاناً عليه . وفي هاء الكناية أربعة أقوال . أحدها : أنها ترجع إِلى الولي ، فالمعنى : إِنه كان منصوراً بتمكينه من القَوَد ، قاله قتادة ، والجمهور . والثاني : أنها ترجع إِلى المقتول ، فالمعنى : إِنه كان منصوراً بقتل قاتله ، قاله مجاهد . والثالث : أنها ترجع إِلى الدم ، فالمعنى : إِن دم المقتول كان منصوراً ، أي : مطلوباً به . والرابع : أنها ترجع إِلى القتل ، ذكر القولين الفراء .