Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 61-65)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { آسْجُدُ } قرأه الكوفيون : بهمزتين . وقرأه الباقون : بهمزة مطوَّلة ؛ وهذا استفهام إِنكار ، يعني به : لم أكن لأفعل . قوله تعالى : { لمن خلقتَ طيناً } قال الزجاج : « طيناً » منصوب على وجهين . أحدهما : التمييز ، المعنى : لمن خلقتَه من طين . والثاني : على الحال ، المعنى : أنشأتَه في حال كونه من طين . ولفظ { قال أرأيتَك } جاء هاهنا بغير حرف عطف ، لأن المعنى : قال آسجد لمن خلقتَ طيناً ، وأرأيتَكَ ، وهي في معنى : أخبرني ، والكاف ذُكرت في المخاطبة توكيداً ، والجواب محذوف ، والمعنى : أَخبِرني عن هذا الذي كرَّمت عليَّ ، لم كرَّمتَهُ عليَّ وقد خلقتَني من نار وخلقتَه من طين ؟ ! فحذف هذا ، لأن في الكلام دليلاً عليه . قوله تعالى : { لئن أَخَّرْتَنِ إِلى يوم القيامة } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمر : « أخرتني » بياء في الوصل . ووقف ابن كثير بالياء . وقرأ ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، بغير ياء في وصل ولا في وقف . قوله تعالى : { لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِيَّتَهُ } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : لأَستولِيَنَّ عليهم ، قاله ابن عباس ، والفراء . والثاني : لأُضِلَّنَّهم ، قاله ابن زيد . والثالث : لأَستأصلنَّهم ؛ يقال : احْتَنَكَ الجرادُ ما على الأرض : إِذا أكله ؛ واحْتَنَكَ فلانٌ ما عند فلان من العلم : إِذا استقصاه ، فالمعنى : لأَقودنَّهم كيف شئتُ ، هذا قول ابن قتيبة . فإن قيل : من أين عَلِمَ الغيب . فقد أجبنا عنه في سورة [ النساء : 119 ] . قوله تعالى : { إِلا قليلاً } قال ابن عباس : هم أولياء الله الذين عصمهم . قوله تعالى : { قال اذهب } هذا اللفظ يتضمن إِنظاره ؛ { فمن تبعك } ، أي : تبع أمرك منهم ، يعني : ذرية آدم . والموفور : الموفَّر . قال ابن قتيبة : يقال : وفَّرْتُ ماله عليه ، ووَفَرْتُه ، بالتخفيف والتشديد . قوله تعالى : { واستَفْزِز مَن استطعتَ منهم } قال ابن قتيبة : اسْتَخِفَّ ، ومنه تقول : استَفَزَّني فلان . وفي المراد بصوته قولان . أحدهما : أنه كل داعٍ دعا إِلى معصية الله ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه الغناء والمزامير ، قاله مجاهد . قوله تعالى : { وأَجْلِب عليهم } أي : صِح { بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ } واحثثهم عليهم بالإِغراء ؛ يقال : أجلبَ القوم وجلَّبوا : إِذا صاحوا . وقال الزجاج : المعنى : اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك ؛ فعلى هذا تكون الباء زائدة . قال ابن قتيبة : والرَّجْلُ : الرَّجَّالة ؛ يقال : رَاجِلٌ ورَجْل ، مثل تاجر وتَجْر ، وصاحِب وصَحْب . قال ابن عباس : كلّ خيل تسير في معصية الله ، وكلّ رَجُل يسير في معصية الله . وقال قتادة : إِن له خيلاً ورَجْلاً من الجن والإِنس . وروى حفص عن عاصم : « بخيلك ورَجِلِكَ » بكسر الجيم ، وهي قراءة ابن عباس ، وابي رزين ، وأبي عبد الرحمن السُّلَمي . قال أبو زيد : يقال : رَجُلٌ رَجِلٌ : للراجل ، ويقال : جاءنا حافياً رجِلاً . وقرأ ابن السميفع ، والجحدري : « بخيلك ورُجَّالك » برفع الراء وتشديد الجيم مفتوحة وبألف بعدها . وقرأ أبو المتوكل ، وأبو الجوزاء ، وعكرمة : « ورِجَالك » بكسر الراء وتخفيف الجيم مع ألف . قوله تعالى : { وشاركهم في الأموال } فيه أربعة أقوال . أحدها : أنها ما كانوا يحرِّمونه من أنعامهم ، رواه عطية عن ابن عباس . والثاني : الأموال التي أصيبت من حرام ، قاله مجاهد . والثالث : التي أنفقوها في معاصي الله ، قاله الحسن . والرابع : ما كانوا يذبحون لآلهتهم ، قاله الضحاك . فأما مشاركته إِياهم في الأولاد ، ففيها أربعة أقوال . أحدها : أنهم أولاد الزنا ، رواه عطية عن ابن عباس ، وبه قال سعيد بن جبير ، ومجاهد ، والضحاك . والثاني : الموؤودة من أولادهم ، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : أنه تسمية أولادهم عبيداً لأوثانهم ، كعبد شمس ، وعبد العزى ، وعبد مناف ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والرابع : ما مَجَّسُوا وهوَّدُوا ونصَّرُوا ، وصبغُوا من أولادهم غير صبغة الإِسلام ، قاله الحسن ، وقتادة . قوله تعالى : { وعِدْهم } قد ذكرناه في قوله { يعدهم ويمنِّيهم … } إِلى آخر الآية [ النساء : 120 ] . وهذه الآية لفظها لفظ الأمر ، ومعناها التهديد ، ومثلها في الكلام أن تقول للانسان : اجهد جهدك فسترى ما ينزل بك . قال الزجاج : إذا تقدم الأمرَ نهيٌ عما يؤمر به ، فمعناه التهديد والوعيد ، تقول للرجل : لا تدخُلَنْ هذه الدار ؛ فاذا حاول أن يدخلها قلت : ادخُلها وأنت رجل ، فلستَ تأمره بدخولها ، ولكنك تُوعِده وتهدِّده ، ومثله { اعملوا ما شئتم } [ فصِّلت : 40 ] ، وقد نُهُوا أن يعملوا بالمعاصي . وقال ابن الانباري : هذا أمر معناه التهديد ، تقديره : إِن فعلت هذا عاقبناك وعذَّبناك ، فنقل إِلى لفظ الأمر عن الشرط ، كقوله : { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } [ الكهف : 29 ] . قوله تعالى : { إِن عبادي ليس لك عليهم سلطان } قد شرحناه في [ الحجر : 42 ] . قوله تعالى : { وكفى بربك وكيلاً } قال الزجاج : كفى به وكيلاً لأوليائه يعصمهم من القبول من إِبليس .