Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 21-21)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وكذلك أعثرنا عليهم } أي : وكما أنمناهم وبعثناهم ، أطلعنا وأظهرنا عليهم . قال ابن قتيبة : وأصل هذا أن من عَثَر بشيء وهو غافل ، نظر إِليه حتى يعرفه ، فاستعير العِثار مكان التبيين والظهور ، ومنه قول الناس : ما عثرت على فلان بسوءٍ قط ، أي : ما ظهرت على ذلك منه . قوله تعالى : { ليعلموا } في المشار إِليهم بهذا العلم قولان . أحدهما : أنهم أهل بلدهم حين اختصموا في البعث ، فبعث الله أهل الكهف ليعلموا { أن وعد الله } بالبعث والجزاء { حَقٌّ } وأن القيامة لا شك فيها ، هذا قول الأكثرين . والثاني : أنهم أهل الكهف ، بعثناهم ليرَوْا بعد علمهم أن وعد الله حق ، ذكره الماوردي . قوله تعالى : { إِذ يتنازعون } يعني : أهل ذلك الزمان . قال ابن الأنباري : المعنى : إِذ كانوا يتنازعون ، ويجوز أن يكون المعنى : إِذ تنازعوا . وفي ما تنازعوا فيه خمسة أقوال . أحدها : أنهم تنازعوا في البنيان ، والمسجد . فقال المسلمون : نبني عليهم مسجداً ، لأنهم على ديننا ؛ وقال المشركون : نبني عليهم بنياناً ، لأنهم من أهل سُنَّتنا ، قاله ابن عباس . والثاني : أنهم تنازعوا في البعث ، فقال المسلمون : تُبعث الأجساد والأرواح ، وقال بعضهم : تُبعث الأرواح دون الأجساد ، فأراهم الله تعالى بعث الأرواح والأجساد ببعثه أهل الكهف ، قاله عكرمة . والثالث : أنهم تنازعوا ما يصنعون بالفتية ، قاله مقاتل . والرابع : أنهم تنازعوا في قدْر مكثهم . والخامس : تنازعوا في عددهم ، ذكرهما الثعلبي . قوله تعالى : { ابنوا عليهم بنياناً } أي : استروهم من الناس بأن تجعلوهم وراء ذلك البنيان . وفي القائلين لَهذا قولان . أحدهما : أنهم مشركو ذلك الزمان ، وقد ذكرناه عن ابن عباس . والثاني : أنهم الذين أسلموا حين رأوا أهل الكهف ، قاله ابن السائب . قوله تعالى : { قال الذين غَلَبوا على أمرهم } قال ابن قتيبة : يعني المُطاعين والرؤساء ، قال المفسرون : وهم الملك وأصحابه المؤمنون اتخذوا عليهم مسجداً . قال سعيد بن جبير : بنى عليهم الملك بِيعة .