Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 37-41)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قال له صاحبه } يعني : المؤمن { وهو يحاوره أكفرتَ بالذي خلقك من تراب } يعني : خلق أباك آدم { ثم من نطفة } يعني : ما أنشىء هو منه ، فلما شَكَّ في البعث كان كافراً . قوله تعالى : { لكنَّا هو الله ربِّي } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وقالون عن نافع : « لكنَّ هو الله ربِّي » ، باسقاط الألف في الوصل ، وإِثباتها في الوقف . وقرأ نافع في رواية المُسَيّبي بإثبات الألف وصلاً ووقفاً . وأثبت الألف ابن عامر في الحالين . وقرأ أبو رجاء : « لكنْ » بإسكان النون خفيفة من غير ألف في الحالين . وقرأ ابن يعمر : « لكنَّ » بتشديد النون من غير ألف في الحالين . وقرأ الحسن : « لكنْ أنا هو اللهُ ربِّي » باسكان نون « لكنْ » وإِثبات « أنا » . قال الفراء : فيها ثلاث لغات : لكنّا ، ولكنّ ، ولكنَّه بالهاء ، أنشدني أبو ثروان : @ وترْمينني بالطَّرْف أي أنت مذنب وتَقْلِيَننِي لكنّ إِيّاكِ لاَ أَقْلِي @@ وقال أبو عبيدة : مجازه : لكن أنا هو الله ربي ، ثم حُذفت الألف الأولى ، وأُدغمت إِحدى النونين في الأخرى فشدِّدت . قال الزجاج : وهذه الألفُ تُحذف في الوصل ، وتُثبت في الوقف ، فأما من أثبتها في الوصل كما تثبت في الوقف ، فهو على لغة من يقول : أنا قمتُ ، فأثبت الألف ، قال الشاعر : @ أنا سَيْفُ العَشِيرَة فاعْرِفُونِي [ حُمَيداً قد تَذَرَّيْتُ السَّناما ] @@ وهذه القراءة جيدة ، لأن الهمزة قد حذفت من « أنا » ، فصار إِثبات الألف عوضاً من الهمزة . قوله تعالى : { ولولا إِذ دخلتَ جنتك } أي : وهلاّ ؛ ومعنى الكلام التوبيخ . قال الفراء : { ما شاء الله } في موضع رفع ، إِن شئت رفعته بإضمار هو ، يريد : [ هو ] ما شاء الله ؛ وإن شئتَ أضمرتَ فيه : ما شاء الله كان ؛ وجاز طرح جواب الجزاء ، كما جاز في قوله : { فإن استطعت أن تبتغيَ نفقاً في الأرض } [ الانعام : 35 ] ، ليس له جواب ، لأنه معروف . قال الزجاج : وقوله : { لا قوَّة إِلا بالله } الاختيار النصب بغير تنوين على النفي ، كقوله : { لا ريب فيها } [ الكهف : 21 ] ، ويجوز : « لا قوة إِلا بالله » على الرفع بالابتداء ، والخبر « بالله » ، المعنى : لا يقوى أحد في بدنه ولا في ملك يده إِلا بالله تعالى ، ولا يكون له إِلا ما شاء الله . قوله تعالى : { إِن ترنِ } قرأ ابن كثير : « إِن ترني أنا » و « يؤتيني خيراً » بياء في الوصل والوقف . وقرأ نافع ، وأبو عمرو بياءٍ في الوصل . وقرأ ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، بحذف الياء فيهما وصلاً ووقفاً . { أنا أقَلَّ } وقرأ ابن أبي عبلة : « أنا أقَلُّ » برفع اللام . قال الفراء : « أنا » هاهنا عماد إِن نصبتَ « أقلَّ » ، واسم إِذا رفعت « أقلُّ » ، والقراءة بهما جائز . قوله تعالى : { فعسى ربِّي أن يؤتيَني خيراً من جنتك } أي : في الآخرة ، { ويرسلَ عليها حسباناً } وفيه أربعة أقوال . أحدها : أنه العذاب ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال قتادة ، والضحاك . وقال أبو صالح عن ابن عباس : ناراً من السماء . والثاني : قضاءً من الله يقضيه ، قاله ابن زيد . والثالث : مراميَ من السماء ، واحدها : حسبانة ، قاله أبو عبيدة ، وابن قتيبة قال النَّضْر ابن شُمَيل : الحُسبان : سهام يرمي بها الرجل في جوف قصبة تُنزع في القوس ، ثم يرمي بعشرين منها دفعة ، فعلى هذا القول يكون المعنى : ويرسل عليها مراميَ من عذابه ، إِما حجارة أو بَرَداً أو غيرهما مما يشاء من أنواع العذاب . والرابع : أن الحسبان : الحساب ، كقوله : { الشمس والقمر بحسبان } [ الرحمن : 5 ] أي : بحساب ، فيكون المعنى : ويرسل عيها عذابَ حسابِ ما كسبت يداه ، هذا قول الزجاج . قوله تعالى : { فتصبحَ صعيداً زَلَقاً أو يُصْبِحَ ماؤها غَوراً } قال ابن قتيبة : الصعيد : الأملس المستوي ، والزَّلَق : الذي تَزِلُّ عنه الأقدام ، والغَور : الغائر ، فجعل المصدر صفة ، يقال : ماءٌ غَوْر ، ومياه غَوْرٌ ، ولا يثنَّى ، ولا يجمع ، ولا يؤنَّث ، كما يقال : رجلٌ نَوْمٌ ، ورجلٌ صَوْمٌ ، ورجلٌ فِطْر ، ورجالٌ نَوْمُ ، [ ونساءٌ نَوْمٌ ] ، ونساءٌ صَوْمٌ . ويقال : للنساء إِذا نُحْنَ : نَوْح ، والمعنى : يذهب ماؤها غائراً في الأرض ، أي : ذاهباً فيها . { فلن تسطيع له طلباً } فلا يبقى له أثر تطلبه به ، ولا تناله الأيدي ولا الأَرْشية . وقال ابن الأنباري : « غَوْراً » إِذا غوَّر ، فسقط المضاف ، وخلَفه المضاف إِليه ، والمراد بالطلب هاهنا : الوصول ، فقام الطلب مقامه لأنه سببه . وقرأ أبو الجوزاء ، وأبو المتوكل : « غُؤُورَاً » برفع الغين والواو [ الأولى ] جميعاً ، [ وواو بعدها ] .