Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 42-44)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وأحيط بثمره } أي : أحاط اللهُ العذابَ بثمره ، وقد سبق معنى الثمر . { فأصبح يقلِّب كفيه } أي : يضرب بيد على يد ، وهذا فعل النادم ، { على ما أنفق فيها } أي : في جنته ، و « في » هاهنا بمعنى « على » . { وهي خاوية } أي : خالية ساقطة { على عروشها } والعُروش : السقوف ، والمعنى : أن حيطانها قائمة والسقوف قد تهدَّمت فصارت في قرارها ، فصارت الحيطان كأنها على السقوف ، { ويقول يا ليتني لم أُشرك بربِّي أحداً } فأخبر الله تعالى أنه لما سلبه ما أنعم به عليه ، وحقق ما أنذره [ به ] أخوه في الدنيا ، ندم على شِركه حين لا تنفعة الندامة . وقيل : إِنما يقول هذا في القيامة . { ولم تكن له فئة } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وعاصم : « ولم تكن » بالتاء . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف : « ولم يكن » بالياء . والفئة : الجماعة { ينصرونه } أي : يمنعونه من عذاب الله . قوله تعالى : { هنالك الوَلاية } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، وعاصم : « الوَلاية » بفتح الواو و { للهِ الحقِّ } خفضاً . وقرأ حمزة : « الوِلاية » بكسر الواو ، و « لله الحقِّ » بكسر القاف أيضاً . وقرأ أبو عمرو بفتح الواو ، ورفع « الحقُّ » ، ووافقه الكسائيُّ في رفع القاف ، لكنه كسر « الوِلاية » ، قال الزجاج : معنى الولاية في [ مثل ] تلك الحال : تبيين نصرة وليِّ الله . وقال غيره : هذا الكلام عائد إِلى ما قبل قصة الرجلين . فأما من فتح واو « الوَلاية » فإنه أراد الموالاة والنصرة ، ومن كسر ، أراد السلطان والملك على ما شرحنا في آخر [ الأنفال : 72 ] . فعلى قراءة الفتح ، في معنى الكلام قولان . أحدهما : أنهم يتوَلَّون الله تعالى في القيامة ، ويؤمنون به ، ويتبرَّؤون مما كانوا يعبدون ، قاله ابن قتيبة . والثاني : هنالك يتولَّى اللهُ أمرَ الخلائق ، فينصر المؤمنين ويخذل الكافرين . وعلى قراءة الكسر ، يكون المعنى : هنالك السُّلطان لله . قال أبو علي : من كسر قاف « الحقِّ » ، جعله من وصف الله عزَّ وجلَّ ، ومن رفعه جعله صفة للولاية . فإن قيل : لم نُعتت الولاية وهي مؤنثة بالحقِّ وهو مصدر ؟ فعنه جوابان ذكرهما ابن الأنباري . أحدهما : أن تأنيثها ليس حقيقياً ، فحُملت على معنى النصر ؛ والتقدير : هنالك النصر لله الحقُّ ، كما حُملت الصيحة على معنى الصياح في قوله : { وأخذَ الذين ظلموا الصيحةُ } [ هود : 67 ] . والثاني : أن الحقَّ مصدر يستوي في لفظه المذكَّر والمؤنث والاثنان والجمع ، فيقال : قولك حق ، وكلمتك حق ، وأقوالكم حق . ويجوز ارتفاع الحق على المدح للولاية ، وعلى المدح لله تعالى بإضمار « هو » . قوله تعالى : { هو خير ثواباً } أي : هو أفضل ثواباً ممن يُرجى ثوابه ، وهذا على تقدير أنه لو كان غيره يثيب لكان ثوابه أفضل . قوله تعالى : { وخير عُقبا } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، والكسائي : « عُقُباً » مضمومة القاف . وقرأ عاصم ، وحمزة : « عُقْباً » ساكنة القاف . قال أبو علي : ما كان [ على ] « فُعُل » جاز تخفيفه ، كالعُنُق ، والطُّنُب ، قال أبو عبيدة : العُقُب ، والعُقْب ، والعُقْبى ، والعاقبة ، بمعنى ، وهي الآخرة ، والمعنى : عاقبة طاعة الله خير من عاقبة طاعة غيره .