Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 89-91)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ثم أَتْبَعَ سبباً } أي : طريقاً آخر يوصله إِلى المَشْرِق . قال قتادة : مضى يفتح المدائن ويجمع الكنوز ويقتل الرجال إِلا من آمن حتى أتى مطلع الشمس فأصاب قوماً في أسرابٍ عراةً ، ليس لهم طعام إِلا ما أحرقت الشمس إِذا طلعت ، فإذا توسطت السماء خرجوا من أسرابهم في طلب معايشهم مما أحرقته الشمس . وبلغَنا أنهم كانوا في مكان لا يثبت عليه بنيان ، فيقال : إِنهم الزنج . قال الحسن : كانوا إِذا غربت الشمس خرجوا يتراعَون كما يتراعى الوحش . وقرأ الحسن ، ومجاهد ، وأبو مجلز ، وأبو رجاء ، وابن محيصن : « مَطْلَع الشمس » بفتح اللام . قال ابن الأنباري : ولا خلاف بين أهل العربية في أن المَطْلِع ، والمَطْلَع كلاهما يعنى بهما المكانُ الذي تطلع منه الشمس . ويقولون : ما كان على فَعَل يَفْعُل ، فالمصدر واسم الموضع يأتيان على المَفْعَل ، كقولهم : المَدْخَل ، للدخول ، والموضِع الذي يُدخَل منه ، إِلا أحد عشر حرفاً جاءت مكسورة إِذا أريد بها المواضع ، وهي : المَطْلِع ، والمَسْكِن ، والمَنْسِك ، والمَشْرِق ، والمَغرِب ، والمَسْجِد ، والمَنْبِت ، والمَجْزِر ، والمَفْرِق ، والمَسْقِط ، والمَهْبِل ، الموضع الذي تضع فيه الناقة ؛ وخمسة من هؤلاء الأحد عشر حرفاً سُمع فيهن الكسر والفتح : المَطْلِع ، والمَطْلَع . والمَنْسِك ، والمَنْسَك . والمَجْزِر ، والمَجْزَر . والمَسْكِن ، والمَسْكَن . والمَنْبِت ، والمَنْبَت . فقرأ الحسن على الأصل من احتمال المَفْعل الوجهين الموصوفين [ بفتح العين وكسرها ] ، وقراءة العامة على اختيار العرب وما كثر على ألسنتها ، وخصت المَوْضِع بالكسر ، وآثرت المصدر بالفتح . قال أبو عمرو : المطلِع ، بالكسر : الموضع الذي تطلع فيه ؛ والمطلَع ، بالفتح : الطُّلوع ؛ قال ابن الأنباري : هذا هو الأصل ، ثم إِن العرب تتسع فتجعل الاسم نائباً عن المصدر ، فيقرؤون : { حتى مَطْلِع الفجر } [ القدر : 5 ] بالكسر وهم يعنون الطُّلوع ؛ ويقرأ من قرأ { مَطْلَع الشمس } بالفتح على أنه موضع بمنزلة المدخل الذي هو اسم للموضع الذي يدخل منه . قوله تعالى : { كذلك } فيه أربعة أقوال . أحدها : كما بلغ مَغْرِب الشمس بلغ مطلعها . والثاني : أتبع سبباً كما أتبع سبباً . والثالث : كما وجد أولئك عند مَغْرِب الشمس وحكم فيهم ، كذلك وجد هؤلاء عند مطلعها وحكم فيهم . والرابع : أن المعنى : كذلك أمْرُهم كما قصصنا عليك ؛ ثم استأنف فقال : { وقد أحطنا بما لديه } أي : بما عنده ومعه من الجيوش والعدد . وحكى أبو سليمان الدمشقي : « بما لديه » أي : بما عند مطلع الشمس . وقد سبق معنى الخُبْر [ الكهف : 68 ] .