Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 34-36)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ذلك عيسى ابن مريم } قال الزجاج : أي ، ذلك الذي قال : إِني عبد الله ، هو ابن مريم ، لا ما تقول النصارى : إِنه ابن الله ، وإِنه إِله . قوله تعالى : { قولَ الحق } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، ونافع ، وحمزة ، والكسائي : « قولُ الحق » برفع اللام . وقرأ عاصم ، وابن عامر ، ويعقوب : بنصب اللام . قال الزجاج : من رفع « قولُ الحق » فالمعنى : هو قولُ الحق ، يعني هذا الكلام ؛ ومن نصب ، فالمعنى : أقول قول الحقّ . وذكر ابن الأنباري في الآية وجهين . أحدهما : أنه لما وُصف بالكلمة جاز أن يُنعت بالقول . والثاني : أن في الكلام إِضماراً ، تقديره : ذلك نبأُ عيسى ، ذلك النبأ قول الحق . قوله تعالى : { الذي فيه يمترون } أي : يشكُّون . قال قتادة : امترت اليهود فيه والنصارى ، فزعم اليهود أنه ساحر ، وزعم النصارى أنه ابن الله وثالث ثلاثة . قرأ أبو مجلز ، ومعاذ القارىء ، وابن يعمر ، وأبو رجاء : « تمترون » بالتاء . قوله تعالى : { ما كان لِلهِ أن يتَّخِذ مِن ولد } قال الزجاج : المعنى : أن يتخذ ولداً . و « مِنْ » مؤكِّدة تدل على نفي الواحد والجماعة ، لأن للقائل أن يقول : ما اتخذت فرساً ، يريد : اتخذت أكثر من ذلك ، وله أن يقول : ما اتخذت فرسين ولا أكثر ، يريد : اتخذت فرساً واحداً ؛ فإذا قال : ما اتخذت من فرس ، فقد دلَّ على نفي الواحد والجميع . قوله تعالى : { كن فيكون } وقرأ أبو عمران الجوني ، وابن أبي عبلة : « فيكونَ » بالنصب ، وقد ذكرنا وجهه في [ البقرة 117 ] . قوله تعالى : { وإِنّ الله ربِّي وربُّكم } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو : « وأنّ الله » بنصب الألف . وقرأ عاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : « وإِن الله » بكسر الألف . وهذا من قول عيسى ؛ فمن فتح ، عطفه على قوله : { وأوصاني بالصَّلاة والزَّكاة } وبأن الله ربّي ؛ ومن كسر ، ففيه وجهان . أحدهما : أن يكون معطوفاً على قوله : { إِنِّي عبد الله } . والثاني : أن يكون مستأنفاً .