Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 41-50)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { واذكر في الكتاب إِبراهيم } أي : اذكر لقومك قصته . وقد سبق معنى الصِّدِّيق في [ النساء : 69 ] . قوله تعالى : { ولا يغني عنكَ شيئاً } أي : لا يدفع عنكَ ضرّاً . قوله تعالى : { إِني قد جاءني من العِلْم } بالله والمعرفة { مالم يأتك } . قوله تعالى : { لا تعبد الشيطان } أي : لا تُطعه فيما يأمر به من الكفر والمعاصي . وقد شرحنا معنى « كان » آنفاً . و { عَصِيّاً } أي : عاصياً ، فهو « فعيل » بمعنى « فاعل » . قوله تعالى : { إِني أخاف أن يَمَسَّكَ عذاب من الرحمن } قال مقاتل : في الآخرة ؛ وقال غيره : في الدنيا ، { فتكونَ للشيطان وليّاً } أي : قريناً في عذاب الله ، فجرت المقارنة مجرى الموالاة . وقيل : إِنما طمع إِبراهيم في إِيمان أبيه ، لأنه حين خرج من النار قال له : نِعْمَ الإِله إِلهك يا إِبراهيم ، فحينئذ أقبل يعظه ، فأجابه أبوه : { أراغبٌ أنتَ عن آلهتي يا إِبراهيم } ! أي : أتارك عبادتها انت ؟ ! { لئن لم تنته } عن عيبها وشتمها { لأرجمنَّك } وفيه قولان . أحدهما : بالشتم والقول ، قاله ابن عباس ، ومجاهد . والثاني : بالحجارة حتى تتباعدَ عني ، قاله الحسن . قوله تعالى : { واهجرني مليّاً } فيه قولان . أحدهما : اهجرني طويلاً ، رواه ميمون بن مهران عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، والفرَّاء ، والأكثرون . قال ابن قتيبة : اهجرني حيناً طويلاً ، ومنه يقال : تَمَليّت حبيبك . والثاني : اجتنبني سالماً قبل أن تصيبَك عقوبتي ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال قتادة ، والضحاك ؛ فعلى هذا يكون من قولهم : فلان مليٌّ بكذا وكذا : إِذا كان مضطلعاً به ، فالمعنى : اهجرني وعرضك وافر ، وأنت سليم من أذايَ ، قاله ابن جرير . قوله تعالى : { قال سلام عليكَ } أي : سَلِمتَ من أن أُصيبَك بمكروه ، وذلك أنه لم يؤمَر بقتاله على كفره ، { سأستغفر لكَ ربِّي } فيه قولان . أحدهما : أن المعنى : سأسأل الله لك توبةً تنال بها مغفرته . والثاني : أنه وعده الاستغفار وهو لا يعلم أن ذلك محظور في حقّ المُصرّين على الكفر ، ذكرهما ابن الأنباري . قوله تعالى : { إِنه كان بي حفيّاً } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : لطيفاً ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال ابن زيد ، والزجاج . والثاني : رحيماً ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثالث : بارّاً عوّدني منه الإِجابة إِذا دعوتُه ، قاله ابن قتيبة . قوله تعالى : { وأَعتزِلُكم } أي : وأتنحَّى عنكم ، { و } أعتزلُ { ما تدعون من دون الله } يعني : الأصنام . وفي معنى « تَدْعُون » قولان . أحدهما : تَعْبُدون . والثاني : أن المعنى : وما تدعونه ربّاً ، { وأدعو ربِّي } أي : وأعبُده { عسى ألاَّ أكون بدعاء ربِّي شقيّاً } أي : أرجو أن لا أشقى بعبادته كما شَقِيتُم أنتم بعبادة الأصنام ، لأنها لا تنفعهم ولا تُجيب دعاءَهم { فلما اعتزلهم } قال المفسرون : هاجر عنهم إِلى أرض الشام ، فوهب الله له إِسحاق ويعقوب ، فآنس الله وحشته عن فراق قومه بأولادٍ كرامٍ . قال أبو سليمان : وإِنما وهب له إِسحاق ويعقوب بعد إِسماعيل . قوله تعالى : { وكلاً } أي : وكلاًّ من هذين . وقال مقاتل : « وكلاَّ » يعني : إِبراهيم وإِسحاق ويعقوب { جعلناه نبيّاً } . قوله تعالى : { ووهبنا لهم من رحمتنا } قال المفسرون : المال والولد والعِلْم والعمل ، { وجعلنا لهم لسان صِدْق عليّاً } قال ابن قتيبة : أي : ذِكْراً حَسَناً في النّاس مرتفعاً ، فجميع أهل الأديان يتولَّون إِبراهيم وذريَّته ويُثنون عليهم ، فوضع اللسان مكان القول ، لأن القول يكون باللسان .