Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 7-11)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا زكريا إِنا نبشرك } في الكلام إِضمار ، تقديره : فاستجاب الله له فقال : « يا زكريّا إِنا نبشِّرك » . وقرأ حمزة : « نَبْشُرك » بالتخفيف . وقد شرحنا هذا في [ آل عمران : 39 ] . قوله تعالى : { لم نجعل له من قبلُ سَمِيّاً } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : لم يُسمَّ يحيى قبله ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال عكرمة ، وقتادة ، وابن زيد ، والأكثرون . فإن اعترض معترض ، فقال : ما وجه المِدْحَة باسم لم يُسمَّ به أحد قبله ، ونرى كثيراً من الأسماء لم يُسبَق إِليها ؟ فالجواب : أن وجه الفضيلة أن الله تعالى تولَّى تسميته ، ولم يَكِل ذلك إِلى أبويه ، فسماه باسم لم يُسبَق إِليه . والثاني : لم تلد العواقر مثله ولداً ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . فعلى هذا يكون المعنى : لم نجعل له نظيراً . والثالث : لم نجعل له من قبل مِثْلاً وشِبْهاً ، قاله مجاهد . فعلى هذا يكون عدم الشَّبَه من حيث أنه لم يعص ولم يهمَّ بمعصية . وما بعد هذا مفسر في [ آل عمران : 39 ] إِلى قوله : { وكانت امرأتي عاقراً } . وفي معنى « كانت » قولان . أحدهما : انه توكيد للكلام ، فالمعنى : وهي عاقر ، كقوله : { كنتم خير أُمَّة } [ آل عمران : 110 ] أي : أنتم . والثاني : أنها كانت منذ كانت عاقراً ، لم يحدُث ذلك بها ، ذكرهما ابن الأنباري ، واختار الأول . قوله تعالى : { وقد بلغتُ من الكِبَر عتياً } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم : « عُتيّاً » و « بُكيّاً » [ مريم : 58 ] و « صُليّا » [ مريم : 70 ] بضم أوائلها . وقرأ حمزة ، والكسائي ، بكسر أوائلها ، وافقهما حفص عن عاصم ، إِلا في قوله : « بُكيّاً » فإنه ضم أوله . وقرأ ابن عباس ، ومجاهد : « عُسِيّاً » بالسين قال مجاهد : « عتيّاً » هو قُحُول العظم . وقال ابن قتيبة : أي يُبْساً ؛ يقال : عَتَا وعَسَا بمعنى واحد . قال الزجاج : كل شيء انتهى ، فقد عَتَا يَعْتُو عِتِيّاً ، وعُتُوّاً ، وعُسُوّاً ، وعُسِيّاً . قوله تعالى : { قال كذلكَ } أي : الأمر كما قيل لك من هبة الولد على الكِبَر { قال ربُّكَ هو عليَّ هيِّن } أي : خَلْقُ يحيى عليَّ سَهْل . وقرأ معاذ القارىء ، وعاصم الجحدري : « هَيْن » باسكان الياء . { وقد خلقتُك مِنْ قَبْلُ } أي : أوجدتُك . قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وابن عامر : « خَلَقْتُكَ » . وقرأ حمزة ، والكسائيُّ : « خَلَقْنَاكَ » بالنون والألف . { ولم تك شيئاً } المعنى : فخلْقُ الولد ، كخلقك . وما بعد هذا مفسر في [ آل عمران : 39 ] إِلى قوله : { ثلاثَ ليال سويّاً } قال الزجاج : « سَوِيّاً » منصوب على الحال ، والمعنى : تُمْنَع عن الكلام وأنت سَوِيّ . قال ابن قتيبة : أي : سليماً غير أخرس . قوله تعالى : { فخرج على قومه } وهذا في صبيحة الليلة التي حملت فيها أمرأته { من المحراب } أي : من مصلاَّه وقد ذكرناه في [ آل عمران : 39 ] . قوله تعالى : { فأوحى إِليهم } فيه قولان . أحدهما : أنه كتب إِليهم في كتاب ، قاله ابن عباس . والثاني : أومأَ برأسه ويديه ، قاله مجاهد . قوله تعالى : { أن سَبِّحوا } أي : صلُّوا { بُكْرة وعَشِيّاً } قد شرحناه في [ آل عمران : 39 ] ، والمعنى : أنه كان يخرج إِلى قومه فيأمرهم بالصلاة بُكْرة وعَشِيّاً ، فلما حملت امرأته أمرهم بالصلاة إِشارة .