Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 94-96)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قل إِن كانت لكم الدار الآخرة } كانت اليهود تزعم أن الله تعالى لم يخلق الجنة إلا لإسرائيل وولده ، فنزلت هذه الآية . ومن الدليل على علمهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم صادق ، أنهم ما تمنوا الموت ، وأكبر الدليل على صدقه أنه أخبر أنهم لا يتمنونه بقوله تعالى : { ولن يتمنوه } فما تمناه أحد منهم . والذي قدمته أيديهم : قتل الأنبياء وتكذيبهم ، وتبديل التوراة . قوله تعالى : { ولتجدنّهم } اللام : لام القسم ، والنون توكيد له ، والمعنى : ولتجدنَّ اليهود في حال دعائهم إلى تمني الموت أحرص الناس على حياة ، وأحرص من الذين أشركوا . وفي « الذين أشركوا » قولان . أحدهما : أنهم : المجوس ، قاله ابن عباس ، وابن قتيبة والزجاج . والثاني : مشركو العرب ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { يود أَحدهم } في الهاء والميم من « أحدهم » قولان . أحدهما : أنها تعود على الذين أشركوا ، قاله الفراء . والثاني : ترجع إلى اليهود ، قال مقاتل ، قال الزجاج : وإنما ذكر « أَلف سنة » لأنها نهاية ما كانت المجوس تدعو بها لملوكها ، كان الملك يحيّا بأن يقال له : عش ألف نيروز ، وألف مهرجان . قوله تعالى : « وما هو » فيه قولان ذكرهما الزجاج ، أحدهما : أنه كناية عن أحدهم الذي جرى ذكره ، تقديره : وما أحدهم بمزحزحه من العذاب تعميره . والثاني : أن يكون هو كناية عما جرى من التعمير ، فيكون المعنى : وما تعميره بمزحزحه من العذاب ، ثم جعل « أن يعمّر » مبيناً عنه ، كأنه قال : ذلك الشيء الدنيء ليس بمزحزحه من العذاب .