Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 64-67)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فرجعوا إِلى أنفسهم } فيه قولان . أحدهما : رجع بعضهم إِلى بعض . والثاني : رجع كلٌّ منهم إِلى نفسه متفكِّراً . قوله تعالى : { فقالوا إِنكم أنتم الظالمون } فيه خمسة أقوال . أحدها : حين عبدتم من لا يتكلم ، قاله ابن عباس . والثاني : حين تتركون آلهتكم وحدها ، وتذهبون ، قاله وهب بن منبه . والثالث : في عبادة هذه الأصاغر مع هذا الكبير ، روي عن وهب أيضاً . والرابع : لإِبراهيم حين اتهمتموه والفأس في يد كبير الأصنام ، قاله ابن إِسحاق ، ومقاتل . والخامس : أنتم ظالمون لإِبراهيم حين سألتموه ، وهذه أصنامكم حاضرة ، فاسألوها ، ذكره ابن جرير . قوله تعالى : { ثم نُكِسوا على رؤوسهم } وقرأ أبو رزين العقيلي ، وابن أبي عبلة ، وأبو حيوة : « نُكِّسوا » برفع النون وكسر الكاف مشددة . وقرأ سعيد بن جبير ، وابن يعمر ، وعاصم الجحدري : « نَكَسوا » بفتح النون والكاف مخفَّفة . قال أبو عبيدة : « نُكِسوا » : قُلِبوا ، تقول : نكستُ فلاناً على رأسه : إِذا قهرته وعلوته . ثم في المراد بهذا الانقلاب ثلاثة أقوال . أحدها : أدركتْهم حيرةٌ ، فقالوا : { لقد علمتَ ما هؤلاءِ يَنْطِقُون } ، قاله قتادة . والثاني : رجعوا إِلى أول ما كانوا يعرفونها به من أنها لا تنطق ، قاله ابن قتيبة . والثالث : انقلبوا على إِبراهيم يحتجُّون عليه بعد أن أقرُّوا له ولاموا أنفسهم في تهمته ، قاله أبو سليمان الدمشقي . وفي قوله : { لقد علمتَ } إِضمار « قالوا » ، وفي هذا إِقرار منهم بعجز ما يعبدونه عن النُّطق ، فحينئذ توجهت لإِبراهيم الحُجَّة ، فقال موبّخاً لهم : { أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم } أي : لا يرزقكم ولا يعطيكم شيئاً { ولا يضرُّكم } إِذا لم تعبدوه ، وفي هذا حثٌّ لهم على عبادة من يملك النفع والضُّر ، { أفٍّ لكم } قال الزجاج : معناه : النتن لكم ؛ فلما ألزمهم الحجة غضبوا ، فقالوا : { حرِّقوه } . وذُكر في التفسير أن نمرود استشارهم ، بأيِّ عذاب أعذِّبه ، فقال رجل : حرِّقوه ، فخسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إِلى يوم القيامة .