Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 89-92)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لا تذرني فرداً } أي : وحيداً بلا ولد { وأنت خير الوارثين } أي : أفضل من بقي حياً بعد ميت . قوله تعالى : { وأصلحنا له زوجه } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أُصلحت للولد بعد أن كانت عقيماً ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وقتادة . والثاني : أنه كان في لسانها طول ، وهو البذاء ، فأُصلحت ، قاله عطاء . وقال السدي : كانت سليطة فكفَّ عنه لسانها . والثالث : أنه كان خُلُقها سيّئاً ، قاله محمد ابن كعب . قوله تعالى : { إِنهم كانوا يسارعون في الخيرات } أي : يبادرون في طاعة الله . وفي المشار إِليهم قولان . أحدهما : زكريا ، وامرأته ، ويحيى . والثاني : جميع الأنبياء المذكورون في هذه السورة . قوله تعالى : { ويدعوننا } وقرأ ابن مسعود ، وابن محيصن : « ويدعونا » بنون واحدة . قوله تعالى : { رَغَباً ورَهَباً } أي : رغباً فيما عندنا ، ورهباً منا . وقرأ الأعمش : « رُغْباً ورُهْباً » بضم الراءين وجزم الغين والهاء ، وهما لغتان مثل النُّحْل ، والنَحَل ، والسُّقْم ، والسَّقَم ، { وكانوا لنا خاشعين } أي : متواضعين . قوله تعالى : { والتي أحصنت فرجها } فيه قولان . أحدهما : أنه مخرج الولد ، والمعنى : منعته مما لا يحل . وإِنما وُصِفَتْ بالعفاف لأنها قُذفت بالزنا . والثاني : أنه جيب درعها . ومعنى الفرج في اللغة : كل فرجة بين شيئين ، وموضع جيب درع المرأة مشقوق ، فهو يسمى فرجاً . وهذا أبلغ في الثناء عليها ، لأنها إِذا منعت جيب درعها ، فهي لنفسها أمنع . قوله تعالى : { فنفخنا فيها } أي : أمرنا جبريل ، فنفخ في درعها ، فأجرينا فيها روح عيسى كما تجري الريح بالنفخ . وأضاف الروح إِليه إِضافة الملك ، للتشريف والتخصيص { وجعلناها وابنها آية } قال الزجاج : لما كان شأنهما واحداً ، كانت الآية فيهما آية واحدة ، وهي ولادة من غير فحل . وقرأ ابن مسعود ، وابن أبي عبلة : « آيتين » على التثنية . قوله تعالى : { إِنَّ هذه أُمَّتُكم } قال ابن عباس : المراد بالأُمَّة هاهنا : الدّين . وفي المشار إِليهم قولان . أحدهما : أنهم أُمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو معنى قول مقاتل . والثاني : أنهم الأنبياء عليهم السلام ، قاله أبو سليمان الدمشقي . ثم ذكر أهل الكتاب ، فذمَّهم بالاختلاف ، فقال تعالى : { وتقطَّعوا أمرهم بينهم } أي : اختلفوا في الدِّين ، { فمن يعمل من الصالحات } أي : شيئاً من الفرائض وأعمال البِرِّ { فلا كفران لسعيه } أي : لا نجحد ما عمل ، قاله ابن قتيبة ، والمعنى : أنه يقبل منه ، ويثاب عليه { وإِنا له كاتبون } ذلك ، نأمر الحفظة أن يكتبوه لنجازيَه به .