Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 8-10)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ومن الناس من يجادل } قد سبق بيانه . وهذا مما نزل في النضر أيضاً . والهدى : البيان والبرهان . قوله تعالى : { ثانيَ عِطفه } العِطف : الجانب . وعِطفا الرجل : جانباه عن يمين وشمال ، وهو الموضع الذي يعطفه الإِنسان ويلويه عند إِعراضه عن المشي . قال الزجاج : « ثانيَ » منصوب على الحال ، ومعناه : التنوين ، معناه : ثانياً عِطفه . وجاء في التفسير : أن معناه : لاوياً عنقه ، وهذا يوصف به المتكبِّر ، والمعنى : ومن الناس من يجادل بغير علم متكبِّراً . قوله تعالى : { ليُضلَّ } أي : ليصير أمره إِلى الضلال ، فكأنَّه وإِن لم يقدَّر أنه يضل ، فإن أمره يصير إِلى ذلك ، { له في الدنيا خزي } وهو ما أصابه يوم بدر ، وذلك أنه قُتل . وما بعد هذا قد سبق تفسيره [ يونس : 70 ] إِلى قوله تعالى : { ومن الناس من يعبد الله على حرف } وفي سبب نزول هذه الآية قولان . أحدهما : أن ناساً من العرب كان يأتون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولون : نحن على دينك ، فإن أصابوا معيشةً ، ونُتِجَتْ خَيْلُهم ، وَوَلَدَتْ نساؤُهم الغلمانَ اطمأنُّوا وقالوا : هذا دينُ حقٍّ ، وإِنْ لم يَجْرِ الأمر على ذلك قالوا : هذا دين سوءٍ ، فينقلبون عن دينهم ، فنزلت هذه الآية ، هذا معنى قول ابن عباس ، وبه قال الأكثرون . والثاني : " أن رجلاً من اليهود أسلم فذهب بصره وماله وولده ، فتشاءم بالإِسلام ، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال : أقلني ، فقال : « إِن الإِسلام لا يقال » . فقال : إِني لم أُصِب في ديني هذا خيراً ، أذهب بصري ومالي وولدي ، فقال : « يا يهودي : إِن الإِسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والفضة والذهب » " ، فنزلت هذه الآية ، رواه عطية عن أبي سعيد الخدري .