Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 30-33)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ذلك } أي : الأمر ذلك ، يعني : ما ذكر من أعمال الحج { ومن يعظِّم حرمات الله } فيجتنب ما حرم الله عليه في الإِحرام تعظيماً لأمر الله . قال الليث : الحرمة : مالا يحلُّ انتهاكه . وقال الزجاج : الحرمة : ما وجب القيام به ، وحرم التفريط فيه . قوله تعالى : { فهو } يعني : التعظيم { خير له عند ربه } في الآخرة { وأُحلَّت لكم الأنعام } وقد سبق بيانها [ المائدة : 1 ] { إِلا ما يتلى عليكم } تحريمه ، يعني [ به ] : ما ذكر في [ المائدة : 3 ] من المنخنقة وغيرها . وقيل : وأُحلت لكم الأنعام في حال إِحرامكم ، إِلا ما يتلى عليكم في الصيد ، فإنه حرام . قوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس } أي : دعوه جانباً ، قال الزجاج : و « مِن » هاهنا ، لتخليص جنس من أجناس ، المعنى : فاجتنبوا الرجس الذي هو وثن . وقد شرحنا معنى الرجس في [ المائدة : 90 ] . وفي المراد بقول الزور أربعة أقوال . أحدها : شهادة الزور ، قاله ابن مسعود . والثاني : الكذب ، قاله مجاهد . والثالث : الشرك ، قاله أبو مالك . والرابع : أنه قول المشركين في الأنعام : هذا حلال ، وهذا حرام ، قاله الزجاج ، قال : وقوله تعالى : { حنفاء لله } منصوب على الحال ، وتأويله : مسلمين لا يُنسَبون إِلى دين غير الإِسلام . ثم ضرب الله مثلاً للمشرك ، فقال : { ومن يشرك بالله } إِلى قوله : { سحيق } ، والسحيق : البعيد . واختلفوا في قراءة « فتخطَفُه » فقرأ الجمهور : « فتخطَفُه » بسكون الخاء من غير تشديد الطاء . وقرأ نافع : بتشديد الطاء . وقرأ أبو المتوكل ، ومعاذ القارىء : بفتح التاء والخاء وتشديد الطاء ونصب الفاء . وقرأ أبو رزين ، وأبو الجوزاء ، وأبو عمران [ الجوني ] : بكسر التاء والخاء وتشديد الطاء ورفع الفاء . وقرأ الحسن ، والأعمش : بفتح التاء وكسر الخاء وتشديد الطاء ورفع الفاء . وكلُّهم فتح الطاء . وفي المراد بهذا المثَل قولان . أحدهما : أنه شبَّه المشرك بالله في بعده عن الهدى وهلاكه ، بالذي يَخِرُّ من السماء ، قاله قتادة . والثاني : أنه شبَّه حال المشرك في أنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا دفع ضر يوم القيامة ، بحال الهاوي من السماء ، حكاه الثعلبي . قوله تعالى : { ذلك } أي : الأمر ذلك الذي ذكرناه { ومن يعظم شعائر الله } قد شرحنا معنى الشعائر في [ البقرة : 158 ] . وفي المراد بها هاهنا قولان . أحدهما : أنها البدن . وتعظيمها : استحسانها ، واستسمانها { لكم فيها منافع } قبل أن يُسمِّيَها صاحبها هدياً ، أو يشعرها ويوجبها ، فإذا فعل ذلك ، لم يكن له من منافعها شيء ، روى هذا المعنى مقسم عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وقتادة ، والضحاك . وقال عطاء ابن أبي رباح : لكم في هذه الهدايا منافع بعد إِيجابها وتسميتها هدايا إِذا احتجتم إِلى شيء من ذلك أو اضطررتم إِلى شرب ألبانها { إِلى أجل مسمَّى } وهو أن تُنحَر . والثاني : أن الشعائر : المناسك ومشاهد مكة ؛ والمعنى : لكم فيها منافع بالتجارة إِلى أجلٍ مسمَّى ، وهو الخروج من مكة ، رواه أبو رزين عن ابن عباس . وقيل : لكم فيها منافع من الأجر والثواب في قضاء المناسك إِلى أجل مسمى ، وهو انقضاء أيام الحج . قوله تعالى : { فإنها } يعني الأفعال المذكورة ، من اجتناب الرجس وقول الزور ، وتعظيم الشعائر . وقال الفراء : « فإنها » يعني الفعلة { من تقوى القلوب } ، وإِنما أضاف التقوى إِلى القلوب ، لأن حقيقة التقوى تقوى القلوب . قوله تعالى : { ثُمَّ مَحِلُّها } أي : حيث يَحِلُّ نحرها { إِلى البيت } يعني : عند البيت ، والمراد به : الحرم كلُّه ، لأنا نعلم أنها لا تذبح عند البيت ، ولا في المسجد ، هذا على القول الاول ؛ وعلى الثاني ، يكون المعنى : ثم مَحِلّ الناس من إِحرامهم إِلى البيت ، وهو أن يطوفوا به بعد قضاء المناسك .