Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 32-34)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لولا نُزِّل عليه القرآنُ جُمْلَةً واحدةً } أي : كما أُنزلت التوراةُ والإِنجيل والزَّبور ، فقال الله عز وجل : { كذلكَ } أي : أنزلناه كذلك متفرِّقاً ، لأن معنى ما قالوا : لِمَ نُزِّل عليه متفرِّقاً ؟ فقيل : إِنما أنزلناه كذلك { لنُثَبِّتَ به فؤادكَ } أي : لنُقَوِّي به قلبَك فتزداد بصيرة ، وذلك أنه كان يأتيه الوحي في كل أمر وحادثة ، فكان أقوى لقلبه وأنور لبصيرته وأبعد لاستيحاشه ، { ورتَّلْناه ترتيلاً } أي : أنزلناه على الترتيل ، وهو التمكُّث الذي يُضادُّ العَجَلة . قوله تعالى : { ولا يأتونكَ } يعني المشركين { بِمَثَل } يضربونه لك في مخاصمتك وإِبطال أمرك { إِلا جئناك بالحقّ } أي : بالذي هو الحقّ لتَرُدَّ به كيدهم { وأحسنَ تفسيراً } من مَثَلهم ؛ والتفسير : البيان والكشف . قال مقاتل : ثم أخبر بمستقرِّهم في الآخرة ، فقال : { الذين يحشرون على وجوههم } وذلك أن كفار مكة قالوا : إِن محمداً وأصحابه شُرُّ خلق الله ، فنزلت هذه الآية . قوله تعالى : { أولئك شَرٌّ مكاناً } أي : منزلاً ومصيراً { وأضلُّ سبيلاً } ديناً وطريقاً من المؤمنين .