Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 40-44)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولقد أَتواْ } يعني كفار مكة { على القرية التي أُمطرت مَطر السّوء } يعني قرية قوم لوط التي رُميتْ بالحجارة ، { أفَلم يكونوا يَرَونها } في أسفارهم فيعتبروا ؟ ! ثم أخبر بالذي جرَّأهم على التكذيب ، فقال : { بل كانوا لا يَرْجُون نُشوراً } أي : لا يخافون بعثاً ، هذا قول المفسرين . وقال الزجاج : الذي عليه أهل اللغة أن الرجاء ليس بمعنى الخوف ، وإِنما المعنى : بل كانوا لا يرجون ثواب عمل الخير ، فركبوا المعاصي . قوله تعالى : { وإِذا رأوكَ إِن يتَّخذونكَ } أي : ما يتخذونك { إِلا هُزُواً } أي : مهزوءاً به . ثم ذكر ما يقولون من الاستهزاء { أهذا الذي بَعَثَ اللّهُ رسولاً إِن كاد ليُضِلُّنَا عن آلهتنا } أي : ليصرفنا عن عبادة آلهتنا { لولا أن صَبَرْنَا عليها } أي : على عبادتها ؛ قال الله تعالى : { وسوف يعلمون حين يَرَوْن العذابَ } في الآخرة { مَنْ أَضَلُّ } أي : مَنْ أَخطأُ طريقاً عن الهدى ، أهم ، أم المؤمنون . ثم عجَّب نبيَّه من جهلهم حين عبدوا ما دعاهم إِليه الهوى ، فقال : { أرأيتَ من اتخذ إِلهه هواه } قال ابن عباس : كان أحدهم يعبد الحجر ، فاذا رأى ما هو أحسن منه رمى به وعبد الآخَر . وقال قتادة : هو الكافر لا يهوى شيئاً إِلا ركبه . وقال ابن قتيبة : المعنى : يتَّبع هواه ويدع الحقَّ ، فهو له كالإِله . قوله تعالى : { أفأنتَ تكونُ عليه وكيلاً } أي : حفيظا يحفظه من اتِّباع هواه . وزعم الكلبي أن هذه الآية منسوخة بآية القتال . قوله تعالى : { أم تَحْسَبُ أنَّ أكثرهم يَسمعون } يعني أهل مكة ؛ والمراد : يسمعون سماع طالب الإِفهام { أو يعقلون } ما يعاينون من الحُجج والأعلام { إِن هم إِلاّ كالأنعام } وفي وجه تشبيههم بالأنعام قولان . أحدهما : أن الأنعام تسمع الصوت ولا تفقه القول . والثاني : أنه ليس لها همٌّ إِلا المأكل والمشرب . قوله تعالى : { بل هم أَضَلُّ سبيلاً } لأن البهائم تهتدي لمراعيها وتنقاد لأربابها وتُقبل على المحسِن إِليها ، وهم على خلاف ذلك .