Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 56-60)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ما أسألُكم عليه } أي : على القرآن وتبليغ الوحي { من أَجْر } وهذا توكيد لصِدْقه ، لأنه لو سأَلهم شيئاً من أموالهم لاتَّهموه ، { إِلا من شاء } معناه : لكن من شاء { أن يَتَّخذ إِلى ربِّه سبيلاً } بانفاق ماله في مرضاته ، فَعَل ذلك ، فكأنه قال : لا أسألكم لنفسي . وقد سبق تفسير الكلمات التي تلي هذه [ آل عمران : 159 ، البقرة : 30 ، الأعراف : 54 ] إِلى قوله : { فاسأل به خبيراً } ، و « به » بمعنى : « عنه » ، قال [ عَلْقَمة بن عَبَدة ] : @ فانْ تَسْأَلُونِي بالنِّساء فانَّني بَصِيرٌ بأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ @@ وفي هاء « به » ثلاثة أقوال . أحدها : أنها ترجع إِلى الله عز وجل . والثاني : إِلى اسمه الرحمن ، لأنهم قالوا : لا نعرف الرَّحمن . والثالث : إِلى ما ذكر مِنْ خَلْق السموات والأرض وغير ذلك . وفي « الخبير » أربعة أقوال . أحدها : أنه جبريل ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه الله عز وجل ، والمعنى : سلني فأنا الخبير ، قاله مجاهد . والثالث : [ أنه ] القرآن ، قاله شمر . والرابع : مُسْلِمة أهل الكتاب ، قاله أبو سليمان ، وهذا يخرَّج على قولهم : لا نعرف الرَّحمن ، فقيل : سَلُوا مُسَلِمة أهل الكتاب ، فان الله تعالى خاطب موسى في التوراة باسمه الرحمن ، فعلى هذا ، الخطابُ للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد سواه . قوله تعالى : { وإِذا قيل لهم } يعني كفار مكة { اسجُدوا للرَّحمن قالوا وما الرحمن } قال المفسرون : إِنهم قالوا : لا نعرف الرَّحمن إِلا رحمن اليمامة ، فأنكروا أن يكون من أسماء الله تعالى ، { أَنسْجُدُ لِمَا تأمُرُنا } وقرأ حمزة ، والكسائي : { يأمُرُنا } بالياء ، أي : لِمَا يأمرنا به محمد ، وهذا استفهام إِنكار ، ومعناه : لا نسجد للرَّحمن الذي تأمرنا بالسجود له ، { وزادهم } ذِكر الرحمن { نُفوراً } أي : تباعداً من الإِيمان .