Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 63-67)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وعبادُ الرَّحمن الذين يَمْشُون } وقرأ عليّ ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وابن السميفع : { يُمَشَّون } برفع الياء وفتح الميم والشين وبالتشديد . وقال ابن قتيبة : إِنما نسبهم إِليه لاصطفائه إِياهم ، كقوله : { ناقةُ الله } [ الأعراف : 73 ] ، ومعنى { هَوْناً } : مشياً رويداً . ومنه يقال : أَحْبِبْ حبيبك هَوْناً ما . وقال مجاهد : يمشون بالوقار والسكينة . { وإِذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } أي : سَداداً . وقال الحسن : لا يجهلون على أحد ، وإِن جهل عليهم حَلُموا . وقال مقاتل بن حيّان : { قالوا سلاماً } أي : قولاً يسْلَمون فيه من الإِثم . وهذه الآية محكمة عند الأكثرين . وزعم قوم : أن المراد بها أنهم يقولون للكفار : ليس بيننا وبينكم غير السلام ، ثم نُسخت بآية السيف . قوله تعالى : { والذين يَبيتون لربِّهم } قال الزجاج : كل من أدركه الليل فقد بات ، نام أو لم ينم ؛ يقال : بات فلان قلِقاً ، إِنما المبيت إِدراك الليل . قوله تعالى : { كان غراماً } فيه خمسة أقوال متقارب معانيها . أحدها : دائماً ، رواه أبو سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . والثاني : موجِعاً ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثالث : مُلِحّاً ، قاله ابن السائب ؛ وقال ابن جريج : لا يفارق . والرابع : هلاكاً ، قاله أبو عبيدة . والخامس : أن الغرام في اللغة : أشدُّ العذاب ، قال الشاعر : @ وَيَوْمَ النِّسار وَيَوْمَ الجِفا رِكانَا عذاباً وكانَا غَرَاماً @@ قاله الزجاج . قوله تعالى : { ساءت مُسْتَقَرّاً } أي : بئس موضع الاستقرار وموضع الإِقامة هي . قوله تعالى : { والذين إِذا أنفقوا لم يُسْرِفوا ولم يقتروا } وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : { يَقْتِروا } مفتوحة الياء مكسورة التاء . وقرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائي : { يَقْتُروا } بفتح الياء وضم التاء . وقرأ نافع ، وابن عامر : { يُقْتِروا } بضم الياء وكسر التاء . وفي معنى الكلام قولان . أحدهما : أن الإِسراف : مجاوزة الحدِّ في النفقة ، والإِقتار : التقصير عمّا لا بُدَّ منه ، ويدل على هذا قولُ عمر بن الخطاب : كفى بالمرء سَرَفاً أن يأكل كلَّ ما اشتهى . والثاني : [ أنَّ ] الإِسراف : الإِنفاق في معصية الله وإِن قَلَّ ، والإِقتار : منع حق الله تعالى ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن جريج في آخرين . قوله تعالى : { وكان } يعني الإِنفاق { بين ذلك } أي : بين الإِسراف والإِقتار { قَوَاماً } أي : عَدْلاً ؛ قال ثعلب : القَوام ، بفتح القاف : الاستقامة والعَدْل ، وبكسرها : ما يدوم عليه الأمر ويستقرّ .