Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 27-31)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فلما فرغ الهدهد من كلامه { قال سنَنْظُرُ } فيما أخبرتَنا به { أَصَدَقْتَ } فيما قلتَ { أم كنتَ من الكاذبِين } وإِنما شَكَّ في خبره ، لأنه أنكر أن يكون لغيره في الأرض سلطان . ثم كتب كتاباً وختمه بخاتَمه ودفعه إِلى الهدهد وقال : { اذهب بكتابي هذا فأَلقِهْ إِليهم } قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، والكسائي : { فأَلْقِهي } موصولة بياء . وقرأ أبو عمرو ، وعاصم ، وأبو جعفر ، وحمزة : { فأَلْقِهْ } بسكون الهاء ، وروى قالون عن نافع كسر الهاء من غير إِشباع ؛ ويعني إِلى أهل سبأ ، { ثُمَّ تَوَلَّ عنهم } فيه قولان . أحدهما : أَعْرِض . والثاني : انْصَرِف ، { فانظُر ماذا يَرْجِعون } أي : ماذا يَرُدُّون من الجواب . فإن قيل : إِذا تولَّى عنهم فكيف يعلم جوابهم ؟ فعنه جوابان . أحدهما : أن المعنى : ثم تولَّ عنهم مستتراً من حيث لا يرونك ، فانظر ماذا يردُّون من الجواب ، وهذا قول وهب بن منبِّه . والثاني : أن في الكلام تقديماًَ وتأخيراً ، تقديره : فانظر ماذا يرجعِون ثم تولّ عنهم ، وهذا مذهب ابن زيد . قال قتادة : أتاها الهدهد وهي نائمة فألقى الكتاب على نحرها فقرأته وأخبرت قومها . وقال مقاتل : حمله في منقاره حتى وقف على رأس المرأة ، فرفرف ساعة والناس ينظُرون ، فرفعت رأسها فألقي الكتاب في حِجْرها ، فلما رأت الخاتَم أُرْعِدَتْ وخضعتْ وخضع مَنْ معها من الجنود . واختلفوا لأيِّ عِلَّة سمَّتْه كريماً على سبعة أقوال . أحدها : لأنه كان مختوماً ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثاني : لأنها ظنَّته من عند الله عز وجل ، روي عن ابن عباس أيضاً . والثالث : أن معنى قولها { كريمٌ } : حَسَنٌ ما فيه ، قاله قتادة ، والزجاج . والرابع : لكَرَم صاحبه ، فانه كان ملِكاً ، ذكره ابن جرير . والخامس : لأنه كان مَهيباً ، ذكره أبو سليمان الدمشقي . والسادس : لتسخير الهدهد لحمله ، حكاه الماوردي . السابع : لأنها رأت في صدره { بسم الله الرحمن الرحيم } ، حكاه الثعلبي . قوله تعالى : { إِنَّه من سُلَيمان } أي : إِن الكتاب من عنده { وإِنَّه } أي : وإِنَّ المكتوب { بسم الله الرحمن الرحيم . ألاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ } أي : لا تتكبروا . وقرأ ابن عباس : { تَغْلُوا } بغين معجمة { وأْتُوني مُسْلِمِينَ } أي : منقادين طائعين . ثم استشارت قومها ، فـ { قالت يا أيُّها الملأُ } يعني الاشراف ، وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر قائداً ، كل رجل منهم على عشرة آلاف . وقال ابن عباس : كان معها مائة ألف قَيْل ، مع كل قَيْل مائة ألف . وقيل : كانت جنودها ألف ألف ومائتي ألف .