Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 7-9)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وأَوحينا إِلى أُمِّ موسى } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنَّه إِلهام ، قاله ابن عباس . والثاني : أنَّ جبريل أتاها بذلك ، قاله مقاتل . والثالث : أنَّه كان رؤيا منام ، حكاه الماوردي . قال مقاتل : واسم أم موسى « يوخابذ » . قوله تعالى : { أنْ أَرْضِعِيه } قال المفسرون : كانت امرأةٌ من القوابل مصافية لأم موسى ، فلمَّا وضعتْه تولَّت أمرها ثم خرجت فرآها بعض العيون فجاؤوا ليدخلوا على أم موسى ، فقالت أخته : يا أُمَّاه هذا الحرس بالباب ، فلفَّت موسى في خرقة ووضعته في التَّنُّور وهو مُسْجَر ، فدخلوا ثم خرجوا ، فقالت لأخته : أين الصبيُّ ، قالت : لا أدري ، فسمعت بكاءه من التَّنُّور فاطَّلعت وقد جعل الله عليه النَّارَ بَرْداً وسلاماً ، فأرضعته بعد ولادته ثلاثة أشهر ، وقيل : أربعة أشهر ، فلمَّا خافت عليه صنعت له التابوت . وفي قوله : { فاذا خِفْتِ عليه } قولان . أحدهما : إِذا خِفْتِ عليه القتل ، قاله مقاتل . والثاني : إِذا خِفْتِ [ عليه ] أن يصيح أو يبكي فيُسمع صوتُه ، قاله ابن السائب . وفي قوله : { ولا تَخافي } قولان . أحدهما : أن يغرق ، قاله ابن السائب . والثاني : أن يضيع ، قاله مقاتل . وقال الأصمعي : قلت لأعرابية : ما أفصحكِ ! فقالت : أوَ بعد هذه الآية فصاحة وهي قوله { وأَوحينا إِلى أم موسى أن أرضعيه ، فاذا خفت عليه فألقيه في اليم ، ولا تخافي ولا تحزني ، إِنَّا رادُّوه إِليك وجاعلوه من المرسلين } جمع فيها بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين ؟ ! قوله تعالى : { فالتقَطَه آلُ فرعون } الالتقاط : إِصابة الشيء من غير طلب ، والمراد بآل فرعون : الذين تولَّوا أخذ التابوت من البحر . وفي الذين التقطوه ثلاثة أقوال . أحدها : جواري امرأة فرعون ، قاله السدي . والثاني : ابنة فرعون ، قاله محمد بن قيس . والثالث : أعوان فرعون ، قاله ابن إِسحاق . قوله تعالى : { لِيَكونَ لهم عدوّاً } أي : ليصير بهم الأمر إِلى ذلك ، لا أنهم أخذوه لهذا ، وهذه اللام تسمى لام العاقبة ، وقد شرحناه في [ يونس : 88 ] . وللمفسرين في معنى الكلام قولان . أحدهما : ليكون لهم عَدُوّاً في دينهم وحَزَناً لِمَا يصنعه بهم . والثاني : عدوّاً لرجالهم وحَزَنَاً على نسائهم ، فقتل الرجال بالغرق ، واستعبد النساء . { وقالت امرأة فرعون } وهي آسية بنت مزاحم ، وكانت من بني إِسرائيل تزوجها فرعون : { قُرَّةُ عَيْنٍ } قال الزجاج : رفع { قُرَّةُ عَيْنٍ } على إِضمار « هو » . قال المفسرون : كان فرعون لا يولد له إِلا البنات ، فقالت : { عسى أن ينفعنا } فنُصيب منه خيراً { أو نَتَّخِذَه ولداً } ، { وهم لا يشعرون } فيه أربعة أقوال . أحدها : لا يشعرون أنَّه عدوٌّ لهم ، قاله مجاهد . والثاني : أنَّ هلاكهم على يديه ، قاله قتادة . والثالث : لا يشعر بنو إِسرائيل أنَّا التقطناه ، قاله محمد ابن قيس . والرابع : لا يشعرون أنِّي أفعل ما أريد لا ما يريدون ، قاله محمد ابن إِسحاق .