Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 19-23)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَوَلَمْ يَرَوا } [ قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر { يَرَواْ } ] بالياء وقرأ حمزة ، والكسائي : بالتاء . [ وعن عاصم كالقراءتين ] . وعنى بالكلام كفار مكة { كيف يُبْدِىء اللّهُ الخَلْق } أي : كيف يخلُقهم ابتداءً من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مُضغة إِلى أن يتم الخلق { ثُمَّ يُعيده } أي : ثم هو يُعيده في الآخرة عند البعث . وقال أبو عبيدة : مجازه : أولم يَرَوا كيف استأنف الله الخلق الأوَّل ثم يعيده . وفيه لغتان : أبدأ وأعاد ، وكان مُبدئاً ومُعيداً ، وبدأ وعاد ، وكان بادئاً وعائداً . قوله تعالى : { إِنَّ ذلك على الله يسير } يعني الخَلْق الأول والخَلْق الثاني . قوله تعالى : { قُلْ سِيروا في الأرض } أي : انظروا إِلى المخلوقات التي في الأرض ، وابحثوا عنها هل تجدون لها خالقاً غير الله ، فاذا علموا أنه لا خالق لهم سواه ، لزمتهم الحجة في الإِعادة ، وهو قوله : { ثُمَّ اللّهُ يُنشىء النشَّأة الآخرة } أي : ثم الله ينشئهم عند البعث نشأة أخرى . وأكثر القراء قرؤوا : { النَّشْأة } بتسكين الشين وترك المد . وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : { النَّشاءَة } بالمد . قوله تعالى : { يعذِّب من يشاء } فيه قولان . أحدهما : أنَّه في الآخرة بعد إِنشائهم . والثاني : أنَّه في الدنيا . ثم فيه خمسة أقوال حكاها الماوردي . أحدها : يعذِّب من يشاء بالحرص ، ويرحم من يشاء بالقناعة . والثاني : يعذِّب بسوء الخُلُق ويرحم بحُسْن الخُلُق . والثالث : يعذِّب بمتابعة البدعة ، ويرحم بملازمة السُّنَّة . والرابع : يعذِّب بالانقطاع إِلى الدنيا ، ويرحم بالإِعراض عنها . والخامس : يعذِّب من يشاء ببغض الناس له ، ويرحم من يشاء بحبِّ الناس له . قوله تعالى : { وإِليه تُقْلَبون } أي : تُرَدُّون { وما أنتم بمُعْجِزِين في الأرض } فيه قولان حكاهما الزجاج . أحدهما : وما أنتم بمعجزين في الأرض ، ولا أهلُ السماء بمعجزين في السماء . والثاني : وما أنتم بمعجزين في الأرض ، ولا لو كنتم في السماء وقال قطرب : هذا كقولك : ما يفوتني فلان لا هاهنا ولا بالبصرة ، أي : ولا بالبصرة لو صار إِليها . قال مقاتل : والخطاب لكفار مكة ؛ والمعنى : لا تَسبقون الله حتى يجزيَكم بأعمالكم السيِّئة ، { وما لكم مِنْ دون الله مِنْ وليٍّ } أي : قريب ينفعكم { ولا نصيرٍ } يمنعكم من الله . قوله تعالى : { والذين كفروا بآيات الله ولقائه } أي : بالقرآن والبعث { أولئك يَئِسوا مِنْ رحمتي } في الرحمة قولان . أحدهما : الجنة ، قاله مقاتل . والثاني : العفو والمغفرة ، قاله أبو سليمان . قال ابن جرير : وذلك في الآخرة عند رؤية العذاب .