Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 56-60)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا عباديَ الذين آمنوا } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وابن عامر : { يا عباديَ } بتحريك الياء . وقرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي : باسكانها . قوله تعالى : { إِن أرضي واسعة } وقرأ ابن عامر وحده : { أرضيَ } بفتح الياء . وفيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه خطاب لِمَن آمن [ مِنْ ] أهل مكة ، قيل لهم : { إِن أرضي } يعني المدينة { واسعة } ، فلا تجاوروا الظَّلَمة في أرض مكة ، قاله أبو صالح عن ابن عباس ؛ وكذلك قال مقاتل : نزلت في ضُعفاء مُسْلِمي مكة ، [ أي ] : إِن كنتم في ضيق بمكة من إِظهار الإِيمان ، فارض المدينة واسعة . والثاني : أن المعنى : إِذا عُمل بالمعاصي في أرض فاخرجوا منها ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال عطاء . والثالث : إِنَّ رزقي لكم واسع ، قاله مطرف بن عبد الله . قوله تعالى : { فايَّايَ فاعبُدونِ } أثبت فيها الياء يعقوب في الحالين ، وحذفها الباقون . قال الزجّاج : أمرهم بالهجرة من الموضع الذي لا يمكنهم فيه عبادة الله إِلى حيث تتهيَّأُ لهم العبادة ؛ ثم خوَّفهم بالموت لتهون عليهم الهجرة ، فقال : { كلُّ نَفْس ذائقةُ الموت } المعنى : فلا تُقيموا في دار الشِّرك خوفاً من الموت { ثُمَّ إِلينا تُرْجَعون } بعد الموت فنجزيَكم بأعمالكم ، والأكثرون قرؤوا : { تُرْجَعون } بالتاء على الخطاب ؛ وقرأ أبو بكر عن عاصم بالياء . قوله تعالى : { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ } [ قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر : { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ } بالباء ] ، أي : لَنُنْزِلَنَّهم . وقرأ حمزة ، والكسائي ، [ وخلف ] : { لَنُثْوِيَنَّهُمْ } بالثاء ، [ وهو ] من : ثويتُ بالمكان : إِذا أقمت به قال الزجاج : [ يقال ] : ثوى الرجل : إِذا أقام ، وأثويتُه : إِذا أنزلتَه منزلاً يُقيم فيه . قوله تعالى : { وكأيِّن مِنْ دابَّة لا تحملُ رزقَها } قال ابن عباس : لمَّا أمرهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إِلى المدينة ، قالوا : يا رسول الله ، نخرُج إِلى المدينة وليس لنا بها عقار ولا مال ؟ ! فمن يؤوينا ويطعمنا ؟ فنزلت هذه الآية . قال ابن قتيبة : ومعنى الآية : كم مِنْ دابَّة لا ترفَعُ شيئاً لغدٍ ، قال ابن عُيَيْنَةَ : ليس شيءٌ يَخْبَأُ إِلا الإِنسانُ والفأرةُ والنملة . قال المفسرون : وقوله : { اللّهُ يرزُقُها } أي : حيثما توجهتْ { وإِيَّاكم } أي : ويرزُقكم إِن هاجرتم إِلى المدينة { وهو السَّميع } لقولكم : لا نجد ما نُنْفِق بالمدينة { العليمُ } بما في قلوبكم .