Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 12-16)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يُبْلِسُ المجرمون } قد شرحنا الإِبلاس في [ الأنعام : 44 ] . قوله تعالى : { وَلمْ يكُن لهم من شركائهم } أي : [ من ] أوثانهم التي عبدوها { شفعاء } في القيامة { وكانوا بشركائهم كافرين } يتبرَّؤون منها وتتبرَّأ منهم . قوله تعالى : { يومَئذ يتفرَّقون } وذلك بعد الحساب ينصرف قوم إِلى الجنة ، وقوم إِلى النار . قوله تعالى : { فهُم في روضة } الرَّوضة : المكان المخضرُّ من الأرض ؛ وإِنَّما خصَّ الروضة ، لأنها كانت أعجب الأشياء إِلى العرب ؛ قال أبو عبيدة : ليس شيءٌ عند العرب أحسنَ من الرياض المُعْشِبة ولا أطيبَ ريحاً ، قال الأعشى : @ مَا رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الحَزْنِ مُعْشِبَةٌ خَضْرَاءُ جادَ عَلَيْهَا مُسْبِلٌ هَطِلُ يَوْماً بأطْيَبَ مِنْها نَشْرَ رائحَةٍ وَلا بأحْسَنَ مِنْها إِذ دَنا الأُصُلُ @@ قال المفسرون : والمراد بالروضة : رياض الجنة . وفي معنى { يُحْبَرون } أربعة أقوال . أحدها : يُكْرَمون ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثاني : يَنْعَمون ، قاله مجاهد ، وقتادة . قال الزجاج : والحَبْرَة في اللغة : كل نَغْمَةَ حسنَة . والثالث : يفرحون ، قاله السدي . وقال ابن قتيبة : { يُحْبَرون } : يُسَرُّون ، والحَبْرَة : السُّرور . والرابع : أن الحَبْر : السَّماع في الجنة ، فاذا أخذ أهل الجنة في السماع ، لم تبق شجرة إِلاَّ ورَّدت ، قاله يحيى بن أبي كثير . وسئل يحيى بن معاذ : أيّ الأصوات أحسن ؟ فقال : مزامير أُنس ، في مقاصير قُدس ، بألحان تحميد ، في رياض تمجيد { في مَقْعَد صِدْقٍ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر } [ القمر : 55 ] . قوله تعالى : { فأولئك في العذاب مُحْضَرون } أي : هم حاضرون العذاب أبداً لا يخفَّف عنهم .