Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 6-8)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَعْدَ الله } أي : وَعَدَ اللّهُ وَعْداً { لا يُخْلِفُ اللّهُ وَعْدَهُ } أنَّ الرُّوم يَظهرون على فارس { ولكنَّ أكثر النَّاس } يعني كفار مكة { لا يَعلمون } ان الله لا يُخْلِف وعده في ذلك . ثم وصف كفار مكة ، فقال : { يَعْلَمون ظاهراً مِنَ الحياة الدُّنيا } قال عكرمة : هي المعايش . وقال الضحاك : يعلمون بنيان قصورها وتشقيق أنهارها . وقال الحسن : يعلمون متى زرعهم و [ متى ] حصادهم ، ولقد بلغ واللّهِ مِنْ عِلْم أحدهم بالدنيا أنه ينقُر الدرهم بظُفره فيُخبرك بوزنه ولا يُحسن يصلِّي . قوله تعالى : { وهم عن الآخرة هم غافلون } لأنهم لا يؤمنون بها . قال الزجاج : وذِكْرهم ثانية يجري مجرى التوكيد ، كما تقول : زيد هو عالم ، وهو أوكد من قولك : زيد عالم . قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّروا في أنفُسهم } قال الزجاج : معناه : أولم يتفكروا فيعلموا ، فحذف { فيعلموا } لأن في الكلام دليلاً [ عليه ] . ومعنى { إِلاَّ بالحقِّ } إِلاَّ للحق ، أي لإِقامة الحق { وأجلٍ مسمّىً } وهو وقت الجزاء { وإِنَّ كثيراً من الناس بلقاء ربِّهم لَكافرون } المعنى : لكافرون بلقاء ربِّهم ، فقدِّمت الباء ، لأنها متصلة بـ { بكافرون } ؛ وما اتصل بخبر « إِنَّ » جاز أن يقدَّم قبل اللام ، ولا يجوز أن تدخل اللام بعد مضي الخبر من غير خلاف بين النحويين ، لا يجوز أن تقول : إِن زيداً كافرٌ لَبِالله ، لأن اللام حَقُّها أن تدخل على الابتداء أو الخبر ، أو بين الابتداء والخبر ، لأنها تؤكِّد الجملة . وقال مقاتل في قوله : { وأَجَلٍ مسمّىً } : للسموات والأرض أَجَل ينتهيان إِليه ، وهو يوم القيامة ، { وإِنَّ كثيراً مِنَ الناس } يعني كفار مكة { بِلِقاء ربِّهم } أي : بالبعث { لَكافرون } .