Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 18-19)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولا تُصَعِّر خدَّك للنَّاس } قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وعاصم ، وأبو جعفر ، ويعقوب : { تُصَعِّر } بتشديد العين من غير ألف . وقرأ نافع ، [ وأبو عمرو ] ، وحمزة ، والكسائي : بألف من غير تشديد . قال الفراء : هما لغتان ، ومعناهما : الإِعراض من الكِبْر . وقرأ أُبيُّ بن كعب ، وأبو رجاء ، وابن السميفع ، وعاصم الجحدري : { ولا تُصْعِر } باسكان الصاد وتخفيف العين من غير ألف . وقال الزجاج : معناه : لا تُعْرِض عن الناس تكبُّراً ؛ يقال : أصاب البعير صَعَرٌ : إِذا أصابه داءٌ يَْلوي منه عُنُقه . وقال ابن عباس : هو الذي إِذا سُلِّم عليه لوى عُنُقه كالمستكبِر . وقال أبو العالية : ليكن الغنيُّ والفقير عندك في العِلْم سواءً . وقال مجاهد : هو الرجل يكون بينه وبين أخيه الحِنَة ، فيراه فيُعرض عنه . وباقي الآية بعضه مفسر في [ بني إِسرائيل : 37 ] وبعضه في سورة [ النساء : 36 ] . قوله تعالى : { واقْصِدْ في مَشْيِكَ } أي : ليكن مشيُك قصداً ، لا تخيُّلاً ولا إِسراعاً . قال عطاء : امش بالوقار والسَّكينة . قوله تعالى : { واغضُض من صوتك } أي : انقص منه . قال الزجاج : ومنه قولهم : غضضتُ بصري ، وفلان يغضُّ من فلان ، أي : يقصر به . { إِنَّ أنكر الأصوات } وقرأ أبو المتوكل ، وابن أبي عبلة : { أنَّ أنكر الأصوات } بفتح الهمزة . ومعنى { أنكر } : أقبح ؛ تقول : أتانا فلان بوجهٍ منكَر ، أي : قبيح . وقال المبرِّد : تأويله : أن الجهر بالصوت ليس بمحمود ، وأنه داخل في باب الصوت المنكَر . وقال ابن قتيبة : عَرَّفَهُ قُبْحَ رفْعِ الأصوات في المخاطبة والمُلاحاة بقبح أصوات الحمير ، لأنها عالية . قال ابن زيد : لو كان رفع الصوت خيراً ، ما جعله الله للحمير . وقال سفيان الثوري : صياح كل شيء تسبيح لله عز وجل ، إِلا الحمار ، فانه ينهق بلا فائدة . فان قيل : كيف قال { لَصَوتُ } ولم يقل { لأَصواتُ الحمير } ؟ فالجواب : أن لكل جنس صوتاً ، فكأنه قال : إِن أنكر أصوات الأجناس صوت هذا الجنس .