Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 22-27)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ومن يُسْلِمْ وجهه } وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو العالية ، وقتادة : { ومن يُسَلِّم } بفتح السين وتشديد اللام . وذكر المفسرون أن قوله : { ومن كَفَرَ فلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ } منسوخ بآية السيف ، ولا يصح ، لأنه تسلية عن الحُزن ، وذلك لا ينافي الأمر بالقتال . وما بعد هذا قد تقدم تفسير ألفاظه في مواضع [ هود : 48 ، العنكبوت : 61 ، البقرة : 267 ] إِلى قوله : { ولو أنَّ ما في الأرض مِنْ شجرة أقلامٌ } وفي سبب نزولها قولان . أحدهما : " أن أحبار اليهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيتَ قول الله عز وجل : { وما أُوتيتم من العِلْم إِلاَّ قليلاً } [ الاسراء : 85 ] ، إِيَّانا يريد ، أم قومك ؟ فقال : « كُلاً » ، فقالوا : ألستَ تتلو فيما جاءك أنَّا قد أوتينا التوراة فيها تِبيانُ كل شيء ؟ فقال : « إِنَّها في عِلْم الله قليل » " ، فنزلت هذه الآية ، رواه سعيد ابن جبير عن ابن عباس . والثاني : أن المشركين قالوا في القرآن : إِنَّما هو كلام [ يوشك أن ] يَنْفَد وينقطع ، فنزلت هذه الآية ، قاله قتادة . ومعنى الآية : لو كانت شجر الأرض أقلاماً ، وكان البحر ومعه سبعة أبحر مِداداً - وفي الكلام محذوف تقديره : فكُتب بهذه الأقلام وهذه البحور كلمات الله - لتكسَّرت الأقلامُ ونَفِذت البحور ، ولم تَنْفَذ كلماتُ الله ، أي : لم تنقطع . فأما قوله : { والبَحْرُ } فقرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : { والبَحْرُ } بالرفع ، ونصبه أبو عمرو . وقال الزجاج : من قرأ : { والبَحْرَ } بالنصب ، فهو عطف على « ما » ؛ المعنى : ولو أن ما في الأرض ، ولو أن البحر ؛ والرفع حسن على معنى : والبحرُ هذه حالُه . قال اليزيدي : ومعنى { يَمُدُّهُ مِنْ بَعده } : يزيد فيه ؛ يقال : مُدَّ قِدْرَكَ ، أي : زِدْ في مائها ، وكذلك قال ابن قتيبة : { يَمُدُّه } من المِداد ، لا من الإِمداد ، يقال : مَدَدْتُ دواتي بالمِداد ، وأَمددتُه بالمال والرجال .