Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 13-17)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولكنْ حَقَّ القولُ مِنِّي } أي : وجب وسبق ؛ والقول هو قوله لإِبليس { لأَملأنَّ جهنَّم منكَ وممَّن تَبِعك منهم أجمعين } [ ص : 85 ] . قوله تعالى : { لأَملأنَّ جهنَّم مِنَ الجِنَّة والنَّاس أجمعين } أي : من كفار الفريقين . { فذُوقوا بما نسيتم لقاءَ يومكم هذا } قال مقاتل : إِذا دخلوا النار قالت لهم الخزَنة : فذوقوا العذاب . وقال غيره : إِذا اصطرخوا فيها قيل لهم : ذُوقوا بما نَسِيتُم ، أي : بما تركتم العمل للقاء يومكم هذا ، { إِنَّا نَسِيناكم } أي : تركناكم من الرَّحمة . قوله تعالى : { إِنَّما يؤمِن بآياتنا الذين إِذا ذُكِّروا بها } أي : وُعِظوا بها { خَرُّوا سُجَّداً } أي : سقطوا على وجوههم ساجدين . وقيل : المعنى : إِنَّما يؤمِن بفرائضنا من الصلوات الخمس الذين إِذا ذُكِّروا بها بالأذان والإِقامة خَرُّوا سُجَّداً . قوله تعالى : { تتجافى جنوبُهم } اختلفوا فيمن نزلت وفي الصلاة التي تتجافى لها جنوبهم على أربعة أقوال . أحدها : أنها نزلت في المتهجِّدين بالليل ؛ " روى معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : { تتجافى جنوبُهم } قال : « قيام العبد من الليل » " وفي لفظ آخر أنه قال لمعاذ : " إِن شئتَ أنبأتُك بأبواب الخير » قال : قلت أجَلْ يا رسول الله ، قال : « الصَّوم جُنَّة ، والصدقة تكفِّر الخطيئة ، وقيام الرَّجل في جوف الليل يبتغي وجه الله » " ? ثم قرأ : { تتجافى جنوبُهم عن المضاجع } . وكذلك قال الحسن ، ومجاهد ، وعطاء ، وأبو العالية ، وقتادة ، وابن زيد أنها في قيام الليل . وقد روى العوفي عن ابن عباس قال : تتجافى جنوبهم لذِكْر الله ، كلَّما استيقظوا ذَكَروا الله ، إِما في الصلاة ، وإِمَّا في قيام ، أو في قعود ، أو على جنوبهم ، فهم لا يزالون يذكُرون الله عز وجل . والثاني : أنها نزلت في ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانوا يصلُّون ما بين المغرب والعشاء ، قاله أنس بن مالك . والثالث : أنها نزلت في صلاة العشاء [ كأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينامون حتى يصلُّوها ، قاله ابن عباس . والرابع : أنها صلاة العشاء ] والصبح في جماعة ، قاله أبو الدرداء ، والضحاك . ومعنى « تَتَجافى » : ترتفع . والمَضَاجِع جمع مَضْجَع ، وهو الموضع الذي يُضْطَجَع عليه . { يَدْعُونَ ربَّهم خَوْفاً } من عذابه { وطمعاً } في رحمته [ وثوابه ] { ومِمَّا رَزَقْناهم يُنْفِقونَ } في الواجب والتطوُّع . { فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهم } وأسكن ياء « أُخْفِي » حمزة ، ويعقوب . قال الزجاج : في هذا دليل على أن المراد بالآية التي قبلها : الصلاة في جوف الليل ، لأنه عمل يسترُّ الإِنسان به ، فجعل لفظ ما يُجازى به { أُخفي لهم } ، فاذا فتحتَ ياء « أُخْفِيَ » ، فعلى تأويل الفعل الماضي ، وإِذا أسكنْتَها ، فالمعنى : ما أُخْفِي أنا لهم ، إِخبار عن الله تعالى ؛ وكذلك قال الحسن البصري : أخفي لهم ، بالخُفْية خُفْية ، وبالعلانية علانية . وروى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله عز وجل : أعددتُ لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خَطَرَ على قلب بشر ، اقرؤوا إِن شئتم : { فلا تَعْلَمُ نَفْس ما أُخْفيَ لهم } " . قوله تعالى : { مِن قُرَّة أعيُنٍ } وقرأ أبو الدرداء ، وأبو هريرة ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، والشعبي ، وقتادة : { من قُرَّاتِ أعيُنٍ } [ بألف ] على الجمع .