Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 18-22)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً } في سبب نزولها قولان . أحدهما : أن الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيط قال لعليّ بن أبي طالب : أنا أحدٌّ منك سناناً ، وأبسط منك لساناً ، وأملأ للكتيبة منك ، فقال له عليٌّ : اسكت فانما أنت فاسق ، فنزلت هذه الآية ، فعنى بالمؤمن عليّاً ، وبالفاسق الوليد ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال عطاء بن يسار ، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى ، ومقاتل . والثاني : أنها نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل ، قاله شريك . قوله تعالى : { لا يستوون } قال الزجاج : المعنى : لا يستوي المؤمنون والكافرون ؛ ويجوز أن يكون لاثنين ، لأن معنى الاثنين جماعة ؛ وقد شهد الله بهذا الكلام لعليٍّ عليه السلام بالايمان وأنَّه في الجنَّة ، لقوله : { أمَّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنَّات المأوى } . وقرأ ابن مسعود ، وطلحة بن مصرِّف : { جنةُ المأوى } على التوحيد . قوله تعالى : { نُزُلاً } وقرأ الحسن ، والنخعي ، والأعمش ، وابن أبي عبلة : { نُزْلاً } بتسكين الزاي . وما بعد هذا قد سبق بيانه [ الحج : 22 ] إِلى قوله تعالى : { ولَنُذيقنَّهم مِنَ العذاب الأدنى } وفيه ستة أقوال . أحدها : أنه ما أصابهم يوم بدر ، رواه مسروق عن ابن مسعود ، وبه قال قتادة ، والسدي . والثاني : سنون أُخذوا بها ، رواه أبو عبيدة عن ابن مسعود ، وبه قال النخعي . وقال مقاتل : أُخذوا بالجوع سبع سنين . والثالث : مصائب الدنيا ، قاله أُبيُّ بن كعب ، وابن عباس في رواية ابن أبي طلحة ، وأبو العالية ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك . والرابع : الحدود ، رواه عكرمة عن ابن عباس . والخامس : عذاب القبر ، قاله البراء . والسادس : القتل والجوع ، قاله مجاهد . قوله تعالى : { دون العذاب الأكبر } أي : قَبْل العذاب الأكبر ؛ وفيه قولان . أحدهما : أنه عذاب يوم القيامة ، قاله ابن مسعود . والثاني : أنه القتل ببدر ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { لعلَّهم يرجِعون } قال أبو العالية : لعلهم يتوبون . وقال ابن مسعود : لعلَّ مَنْ بقي منهم يتوب . وقال مقاتل : لكي يرجِعوا عن الكفر إِلى الإِيمان . قوله تعالى : { ومن أظلمُ } قد فسرناه في [ الكهف : 57 ] . قوله تعالى : { إِنَّا من المجرمين منتقمون } قال زيد بن رفيع : هم أصحاب القَدَر . وقال مقاتل : هم كفار مكة انتقم الله منهم بالقتل ببدر ، وضربت الملائكةُ وجوههم وأدبارهم ، وعجُّل أرواحهم إِلى النار .