Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 10-12)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِذ جاؤوكم مِنْ فوقكم ومِن أسفلَ منكم } أي : مِنْ فوق الوادي ومن أسفله { وإِذ زاغت الأبصار } أي : مالت وعَدَلت ، فلم تنظُر إِلى شيء إِلاَّ إِلى عدوِّها مُقْبِلاً من كل جانب ، { وبَلَغت القلوبُ الحناجر } وهي جمع حَنْجَرَة ، والحَنْجَرَة : جوف الحُلْقُوم . قال قتادة : شَخَصتْ عن مكانها ، فلولا أنَّه ضاق الحُلقوم عنها أن تخرُج لخرجتْ . وقال غيره : المعنى : أنهم جَبُنوا وَجِزع أكثرهم ؛ وسبيل الجبان إِذا اشتدُّ خوفُه أن تنتفخ رئته فيرتفع حينئذ القلب إِلى الحَنْجَرة ، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس والفراء . وذهب ابن قتيبة إِلى أن المعنى : كادت القلوبُ تبلُغ الحُلوقَ من الخوف . وقال ابن الأنباري : « كاد » لا يُضْمَر ولا يُعْرَف معناه إِذا لم يُنْطَق به . قوله تعالى : { وتَظُنُّون بالله الظنُّونا } قال الحسن : اختلفت ظنونهم ، فظن المنافقون أن محمداً وأصحابه يُستأصَلون ، وظن المؤمنون أنه يُنْصَر . قرأ ابن كثير ، والكسائي ، وحفص عن عاصم : { الظنُّونا } و { الرَّسولا } [ الأحزاب : 66 ] و { السَّبيلا } [ الأحزاب : 67 ] بألف إِذا وقفوا عليهن ، وبطرحها في الوصل . وقال هبيرة عن حفص عن عاصم : وصل أو وقْف بألف . وقرأ نافع ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم : بالألف فيهن وصلاً ووقفاً . وقرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي : بغير ألف في وصل ولا وقف . قال الزجاج : والذي عليه حُذَّاق النحويين والمتَّبعون السُّنَّة من قُرَّائهم أن يقرؤوا : { الظنُّونا } ويقفون على الألف ولا يَصِلون ؛ وإِنما فعلوا ذلك ، لأن أواخر الآيات عندهم فواصل يُثبتون في آخرها الألف في الوقف . قوله تعالى : { هنالك } أي : عند ذلك { ابْتُلِيَ المؤمِنون } أي : اختُبروا بالقتال والحصر ليتبيَّن المُخلِص من المنافق { وزُلْزِلوا } أي : أُزعجوا وحُرِّكوا بالخوف ، فلم يوجَدوا إِلا صابرين . وقال الفراء : حُرِّكوا إِلى الفتنة تحريكاً ، فعُصموا . قوله تعالى : { وإِذ يقولُ المنافقون والذين في قلوبهم مرض } فيه قولان . أحدهما : أنه الشِّرك ، قاله الحسن . والثاني : النفاق ، قاله قتادة { ما وَعَدَنا اللّهُ ورسولُه إِلاَّ غُروراً } قال المفسرون : قالوا يومئذ : إِن محمداً يَعِدنا أن نفتَح مدائن كسرى وقيصر وأحدنا لا يستطيع أن يجاوز رحله ! هذا واللّهِ الغُرور . وزعم ابن السائب أن قائل هذا معتِّب بن قُشَير .