Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 13-19)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { واضرب لهم مَثَلاً } المعنى : صف لأهل مكة مثلاً ؛ أي : شِبْهاً . وقال الزجاج : المعنى : مَثَلَ لهم مَثَلاً { أصحابَ القرية } وهو بدل من مَثَل ، كأنه قال : اذكُرْ لهم أصحابَ القرية . وقال عكرمة ، وقتادة : هذه القرية هي أنطاكية . { إذ أَرْسَلْنَا إليهم اثنين } وفي اسميهما ثلاثة أقوال : أحدها : صادق وصدوق ، قاله ابن عباس ، وكعب . والثاني : يوحنا وبولس ، قاله وهب بن منبه . والثالث : تومان وبولس ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { فعزَّزْنا } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم : " فعَزَّزْنا " بتشديد الزاي . قال ابن قتيبة : المعنى : قوَّيْنَا وشدَّدْنَا ، يقال : تعزَّز لحمُ النّاقة : إذا صَلُب . وقرأ أبو بكر ، والمفضَّل عن عاصم : " فعَزَزْنا " خفيفة ، قال أبو علي : أراد : فغَلَبْنا . قال مقاتل : واسم هذا الثالث شمعون ، وكان من الحواريِّين ، وهو وصيُّ عيسى عليه السلام . قال وهب : وأوحى اللهُ إلى شمعون يُخبره خبر الاثنين ويأمره بنُصرتهما ، فانطلق يؤمُّهما . وذكرَ الفراء أن هذا الثالث كان قد أُرسل قبلَهما ؛ قال : ونراه في التنزيل كأنه بعدهما ، وإنما المعنى : فعزَّزنا بالثالث الذي قبلهما ، والمفسرون على أنه إنما أُرسل لنُصرتهما ، ثُمَّ إِنَّ الثالث إِنما يكون بعد ثانٍ ، فأمَّا إِذا سبق الاثنين فهو أوَّل ؛ وإنِّي لأتعجب من قول الفراء . واختلف المفسِّرون فيمن أَرسلَ هؤلاء الرُّسل على قولين : أحدهما : أن الله تعالى أرسلهم ، وهو ظاهر القرآن ، وهو مرويّ عن ابن عباس ، وكعب ، ووهب . والثاني : أن عيسى أَرسلهم . وجاز أن يُضاف ذلك إلى الله تعالى لأنهم رسل رسوله ، قاله قتادة ، وابن جريج . قوله تعالى : { قالوا ما أنتم إلاَّ بَشَرٌ مِثْلُهنَا } أي : مالكم علينا فضل في شيء { وما أنزل الرَّحمنُ مِنْ شيءٍ } أي : لم يُنزِل كتاباً ولم يُرسِل رسولاً . وما بعده ظاهر إلى قوله : { قالوا إِنَّا تطيَّرْنا بكم } وذلك أن المطر حُبس عنهم ، فقالوا : إِنَّما أصابنا هذا من قِبلَكم { لئن لم تَنتهوا } أي : تسكتُوا عنا { لَنَرْجُمَنَّكُمْ } أي : لَنَقْتُلَنَّكم . { قالوا طائرُكم معكم } أي : شُؤْمُكم معكم بكفركم ، لا بنا { أئنْ ذُكِّرتُم } قرأ ابن كثير : { أين ذُكِّرْتم } بهمزة واحدة بعدها ياء ؛ وافقه أبو عمرو ، إلاَّ أنه كان يَمُدُّ . قال الأخفش : معناه : حيث ذُكِّرتم ، أي : وُعِظتم وخُوِّفتم ، وهذا استفهام جوابه محذوف ، تقديره : أئن ذُكِّرتم تطيَّرتم بنا ؟ ! وقيل : أئن ذُكِّرتم قُلتم هذا القول ؟ والمسِرفون هاهنا المشرِكون .