Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 149-163)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فاستفتهم } أي : سل أهل مكة سؤال توبيخ وتقرير ، لأنهم زعموا أن الملائكة بنات الله { وهم شاهدون } أي : حاضرون . { ألا إِنَّهم من إِفْكهم } أي : كذبهم { لَيَقولون ، ولد اللهُ } حين زعموا أن الملائكة بناته . قوله تعالى : { أَصطفى البناتِ } قال الفراء : هذا استفهام فيه توبيخ لهم ، وقد تُطرح ألف الاستفهام من التوبيخ ، ومثله : { أذهبتم طيِّباتكم } [ الأحقاف : 20 ] ، { وأَذْهبتم } يُستفهم بها ولا يُستفهم ، ومعناهما واحد . وقرأ أبو هريرة ، وابن المسيّب ، والزهري ، وابن جماز عن نافع ، وأبو جعفر ، وشيبة : { وإِنهم لكاذبون اصْطفى } بالوصل غير مهموز ولا ممدود ؛ قال أبو علي : وهو على [ وجه ] الخبر ، كأنه قال : اصْطفى البناتِ على البنين ، كما يقولون ، كقوله : { ذُقْ إِنَّكَ أنتَ العزيزُ الكريمُ } [ الدخان : 49 ] . قوله تعالى : { مالكم كيف تحكُمون } لله بالبنات ولأنفُسكم بالبنين ؟ ! { أم لكم سُلطانٌ مُبينٌ } أي : حُجَّة [ بيِّنة ] على ما تقولون ، { فائتوا بكتابكم } الذي فيه حُجَّتكم . { وجَعَلوا بينه وبين الجِنَّة نَسَباً } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنهم قالوا : هو وإِبليس أخَوان ، رواه العوفي عن ابن عباس ؛ قال الماوردي : وهو قول الزنادقة والذين يقولون : الخير مِنَ الله ، والشَّرُّ من إِبليس . والثاني : أن كفار قريش قالوا : الملائكة بنات الله ، والجِنَّة صِنف من الملائكة . يقال لهم : الجِنَّة ، قاله مجاهد . والثالث : أن اليهود قالت : إِن الله تعالى تزوّج إِلى الجن فخرجت من بينهم الملائكة ، قاله قتادة ، وابن السائب . فخرج في معنى الجِنَّة قولان : أحدهما : أنهم الملائكة . والثاني : الجن . فعلى الأول ، يكون معنى قوله : { ولقد عَلِمَتِ الجِنَّةُ } أي : عَلِمَت الملائكةُ { إَنهم } أي : إِن هؤلاء المشركين { لَمُحْضَرُونَ } النّار . وعلى الثاني : [ { ولقد عَلِمت الجِنَّةُ ] إنهم } أي : إِن الجن أنفسها " لَمُحْضَرونَ " الحساب . قوله تعالى : { إلاّ عِبادَ الله المُخْلصَين } يعني : الموحِّدين . وفيما استُثنوا منه قولان : أحدهما : أنهم استُثنوا من حضور النار ، قاله مقاتل . والثاني : ممّا يصف أولئك ، وهو معنى قول ابن السائب . قوله تعالى : { فإنَّكم } يعني المشركين { وما تعبُدونَ } من دون الله ، { ما أنتم عليه } أي : على ما تعبُدونَ { بِفاتنينَ } أي : بمُضِلِّينَ أحداً ، { إِلاّ مَنْ هو صَالِ الجحيمِ } أي : مَنْ سبق له في عِلْم الله أنه يدخل النار .