Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 12-15)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { كذَّبَتْ قَبْلَهم قومُ نُوحٍ } قال أبو عبيدة : قَوْمٌ من العرب يؤنِّثون " القوم " ، وقوم يذكِّرون ، فإن احتُجَّ عليهم بهذه الآية قالوا : وقع المعنى على العشيرة ، واحتَجُّوا بقوله { كَلاّ إِنّها تَذْكِرَةٌ } [ عبس : 11 ] ، قالوا : والمُضْمَر مذكَّر . قوله تعالى : { وفرعونُ ذو الأوتاد } فيه ستة أقوال : أحدها : أنه كان يعذِّب الناس بأربعة أوتاد يَشُدُّهم فيها ، ثُمَّ يرفع صخرة فتُلقى على الإِنسان فتَشْدَخُه ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، وكذلك قال الحسن ، ومجاهد : كان يعذِّب الناسَ بأوتاد يُوتِدُها في أيديهم وأرجُلهم . والثاني : أنه ذو البِناء المُحْكَم ، روي عن ابن عباس أيضاً ، وبه قال الضحاك ، والقرظي ، واختاره ابن قتيبة ، قال : والعرب تقول : هُمْ في عزٍّ ثابتِ الأوتاد ومُلكٍ ثابتِ الأوتاد ، يريدون أنه دائم شديد ، وأصل هذا ، أن البيت [ من بيوتهم ] يثبتُ بأوتاد ، قال الأسود بن يَعْفُرَ : @ [ ولقد غَنُّوا فيها بِأَنْعَمِ عِيشَةٍ ] في ظِلِّ مُلْكٍ ثَابِتِ الأَوْتادِ @@ والثالث : أن المراد بالأوتاد : الجنودُ ، رواه عطية عن ابن عباس ، وذلك أنهم كانوا يَشُدُّونَ مُلكه ويُقَوُّون أمره كما يقوِّي الوَتِدُ الشيءَ . والرابع : أنه كان يبني مَناراً يذبح عليها الناس . والخامس : أنه كان له أربع أسطوانات ، فيأخذ الرَّجُلَ فيمُدُّ كلَّ قائمة إِلى أُسْطوانة فيعذِّبه . روي القولان عن سعيد بن جبير . والسادس : أنه كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يُلعَب له عليها ، قاله عطاء ، وقتادة . ولمّا ذكر المكذّبين ، قال : { أولئك الأحزابُ } فأعَلمنا أن مشركي قريش من هؤلاء ، وقد عذِّبوا وأُهلكوا ، { فَحَقَّ عِقَاِب } ، أثبت الياء في الحالين يعقوب . { وما ينظرُ } أي : وما يَنتظر { هؤلاء } يعني كفار مكة { إلاَّ صَيْحَةً واحدة } وفيها قولان : أحدهما : أنها النفخة الأولى ، قاله مقاتل . والثاني : النفخة الأخيرة ، قاله ابن السائب . وفي الفَواق قراءتان : قرأ حمزة ، وخلف ، والكسائي : بضم الفاء ، وقرأ الباقون : بفتحها ، وهل بينهما فرق أم لا ؟ فيه قولان : أحدهما : أنهما لغتان بمعنى واحد ، وهو معنى قول الفراء ، وابن قتيبة ، والزجاج . قال الفراء : والمعنى : مالها من راحة ولا إِفاقة ، وأصله من الإِفاقة في الرضاع إذا ارتضعت البهيمة أُمَّها ثم تركتْها حتى تنزل شيئاً من اللَّبَن ، فتلك الإفاقة ، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " العِيادةُ قَدْرُ فُواق ناقة " ومن يفتح الفاء ، فهي لغة جيدة عالية ، وقال ابن قتيبة : الفُواق والفَواق واحد ، وهو أن تُحْلَبَ النّاقةُ وتُتركَ ساعةً حتى تُنزل شيئاً من اللَّبَن ، ثم تُحْلَب ، فما بين الحَلْبتين فواق ، فاستعير الفواق في موضع المكث والانتظار . وقال الزجاج : الفُواق ما بين حلبتَي النّاقة ، وهو مشتق من الرُّجوع ، لأنه يَعُودُ اللَّبَن إلى الضّرع بين الحَلْبتين ، يقال : أفاق من مرضه ، أي : رَجَع إِلى الصِّحَّة . والثاني : أن مَنْ فتحها ، أراد : مالَها مِنْ راحة ، ومن ضمَّها ، أراد : فُواق الناقة ، قاله أبو عبيدة . وللمفسرين في معنى الكلام أربعة أقوال : أحدها : مالها من رجعة ، ثم فيه قولان . أحدهما : مالها من ترداد ، قاله ابن عباس ، والمعنى : أن تلك الصيحة لا تُكَرَّرُ . والثاني : مالها من رجوع إلى الدنيا ، قاله الحسن ، وقتادة ، والمعنى : أنهم لا يعودون بعدها إلى الدنيا . والثاني : ما لهم منها من إفاقة ، بل تُهْلِكهم ، قاله ابن زيد . والثالث : مالها من فُتور ولا انقطاع ، قاله ابن جرير . والرابع : مالها من راحة ، حكاه جماعة من المفسرين .