Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 9-10)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَمَّنْ هو قانِتٌ } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وحمزة ، وأبو جعفر ، والمفضل عن عاصم ، وزيد عن يعقوب : { أَمَنْ } بالتخفيف ؛ وقرأ الباقون : بالتشديد . فأما المشدَّدة فمعناها : أهذا الذي ذَكَرْنا خيرٌ ، أمَّن هو قانتٌ ؟ والأصل في { أمَّن } : أَمْ مَنْ فأدغمت الميم في الميم . وأما المخفَّفة ، ففي تقديرها ثلاثة أوجه : أحدها : أنها بمعنى النداء . قال الفراء : فسَّرها الذين قرؤوا بها فقالوا : يامَنْ هو قانتٌ ، وهو وجه حسن ، والعرب تدعو بالألف كما تدعوا بياء فيقولون : يا زيدُ أَقْبِل ، وأَزَيُدْ أَقْبِل . فيكون المعنى : أنه ذَكَر النّاسيَ الكافرَ . ثمَ قصَّ قِصِّةَ الصّالح بالنِّداء ، كما تقول : فلانٌ لا يصوم ولا يصلِّي ، فيامَنْ يصوم أبْشِرْ . والثاني : أن تقديرها : أمَّن هو قانت كمن ليس بقانت ؟ ! . والثالث : أمَّن هو قانت كمن جعل لله أنداداً ؟ ! . وقد ذكرنا معنى القُنوت في [ البقرة : 116 ] ومعنى { آناءَ اللَّيل } في [ آل عمران : 113 ] . قوله تعالى : { ساجداً وقائماً } يعني في الصلاة . وفيمن نزلت فيه هذه الآية خمسة أقوال . أحدها : أنه أبو بكر الصِّدِّيق ، رواه عطاء عن ابن عباس . والثاني : عثمان بن عفان ، قاله ابن عمر . والثالث : عمّار بن ياسر ، قاله مقاتل . والرابع : ابن مسعود ، وعمّار وصُهَيب ، وأبو ذَرّ قاله ابن السائب . والخامس : أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حكاه يحيى بن سلام . قوله تعالى : { يَحْذَرُ الآخرة } أي : عذاب الآخرة . وقد قرأ ابن مسعود ، وأُبيُّ بن كعب ، وابن عباس ، وعروة ، وسعيد بن جبير ، وأبو رجاء ، وأبو عمران : { يَحْذَرُ عذابَ الآخرة } بزيادة { عذابَ } . { ويَرْجو رَحْمَةَ ربِّه } فيها قولان : أحدهما : أنها المغفرة ، قاله ابن السائب . والثاني : الجنة ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { قُلْ هل يستوي الذي يَعْلَمونَ } أنَّ ما وعدَ اللهُ من الثواب والعقاب حَقٌّ { والذين لا يَعْلَمونَ } وباقي الآية قد تقدم في [ الرعد : 19 ] وكذلك قوله { لِلَّذينَ أَحْسَنوا في هذه الدُّنيا حسنة } قد تقدم في [ النحل : 30 ] . وفي قوله : { وأرضُ الله واسعةٌ } قولان . أحدهما : أنه حَثٌّ لهم على الهِجرة من مكَّة إِلى حيث يأمنون . والثاني : أنها أرض الجَنَّة رغَّبهم فيها . { إنِّما يوفَّى الصَّابرون } الذين صبروا لأجل الله تعالى على مانالهم { بغير حساب } أي : يُعْطَون عطاءً كثيراً أوسعَ من أن يُحْسَب وأعظمَ من أن يُحاطَ به ، لا على قَدْر أعمالهم .