Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 90-90)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِلا الذين يصلون } هذا الاستثناء راجع إِلى القتل ، لا إِلى الموالاة . وفي « يصلون » قولان . أحدهما : أنه بمعنى يتّصلون ويلجؤون . قال ابن عباس : كان هلال بن عويمر الأسلمي وادَع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يُعينه ولا يُعين عليه . فكان من وصل إِلى هلال من قومه وغيرهم فلهم من الجوار مثل ما لهلال . والثاني : أنه بمعنى ينتسبون قاله ابن قتيبة ، وأنشد : @ إِذا اتَّصلَتْ قالتْ أبكرَ بنَ وائلٍ وبكرٌ سَبَتْها والأنوفُ رواغمُ @@ يريد : إِذا انتسبت قالت : أبكراً ، أي : يا آل بكر . وفي القوم المذكورين أربعة أقوال . أحدها : أنهم بنو بكر بن زيد مناة ، قاله ابن عباس . والثاني : أنهم هلال بن عويمر الأسلمي ، وسراقة بن مالك ، وخزيمة بن عامر بن عبد مناف ، قاله عكرمة . والثالث : أنهم بنو مدلج ، قاله الحسن . والرابع : خزاعة وبنو مدلج ، قاله مقاتل . قال ابن عباس : و « الميثاق » : العهد . قوله تعالى : { أو جاؤوكم } فيه قولان . أحدهما : أن معناه : أو يصلون إِلى قوم جاؤوكم ، قاله الزجاج في جماعة . والثاني : أنه يعود إِلى المطلوبين للقتل ، فتقديره : أو رجعوا فدخلوا فيكم ، وهو بمعنى قول السدي . قوله تعالى : { حصرت صدورُهم } فيه قولان . أحدهما : أن فيه إِضمار « قد » . والثاني : أنه خبرٌ بعد خبر ، فقوله { جاؤوكم } : خبرٌ قد تم ، وحصِرت : خبرٌ مستأنف ، حكاهما الزجاج . وقرأ الحسن ، ويعقوب ، والمفضل ، عن عاصم : { حَصِرةً صدورُهم } على الحال . و « حصرت » : ضاقت ، ومعنى الكلام : ضاقت صدورهم عن قتالكم للعهد الذي بينكم وبينهم ، أو يقاتلوا قومَهم ، يعني قريشاً . قال مجاهد : هلال بن عويمر هو الذي حصِر صَدرُه أن يقاتلكم ، أو يقاتل قومه . قوله تعالى : { ولو شاء الله لسلّطهم عليكم } قال الزجاج : أخبر أنه إِنما كفّهم بالرعب الذي قذف في قلوبهم . وفي « السلم » قولان . أحدهما : أنه الإِسلام ، قاله الحسن . والثاني : الصُلح ، قاله الربيع ، ومقاتل . فصل قال جماعة من المفسّرين : معاهدة المشركين وموادعتهم المذكورة في هذه الآية منسوخة بآية السيف . قال القاضي أبو يعلى : لما أعزّ الله الإِسلام أُمروا أن لا يقبلوا من مشركي العرب إِلاَّ الإِسلام أو السيف .