Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 13-17)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هُوَ الذي يُريكم آياتِه } أي : مصنوعاته التي تَدُلُّ على وَحدانيَّته وقُدرته . والرِّزق هاهنا المطر ، سمِّي رزقاً ، لأنه سبب الأرزاق . و " يتذكَّر " بمعنى يَتَّعظ ، و " يُنيب " بمعنى يَرْجِع إِلى الطاعة . ثم أمر المؤمنين بتوحيده فقال : { فادْعُوا اللهَ مُْلِصينَ له الدِّينَ } أي : موحِّدين . قوله تعالى : { رفيعُ الدَّرَجاتِ } قال ابن عباس : يعني رافع السموات . وحكى الماوردي عن بعض المفسِّرين قال : معناه عظيم الصِّفات . قوله تعالى : { ذو العَرْشَ } أي : خالِقُه ومالِكُه . قوله تعالى : { يُلْقي الرُّوحَ } فيه خمسة أقوال . أحدها : أنه القرآن . والثاني : النُّبوّة . والقولان : مرويّان عن ابن عباس وبالأول قال ابن زيد ، وبالثاني قال السدي . والثالث : الوحي ، قاله قتادة . وإِنما ُسمِّي القرآن والوحي روحاً ، لأن قِوام الدِّين به ، كما أن قِوام البدن بالرُّوح . والرابع : جبريل ، قاله الضحاك . والخامس : الرَّحمة ، حكاه إبراهيم الحربي . قوله تعالى : { مِنْ أمْرِِهِ } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : مِنْ قضائه ، قاله ابن عباس . والثاني : بأمره ، قاله مقاتل . والثالث : من قوله ، ذكره الثعلبي . قوله تعالى : { على مَن يشاءُ مِنْ عِبادِه } يعني الأنبياء . { لِيُنْذِرَ } في المشار إِليه قولان . أحدهما : أنه الله عز وجل . والثاني : النَّبيُّ الذي يوحى إليه والمراد بـ { يومَ التَّلاق } : يوم القيامة . وأثبت ياء { التلاقي } في الحالين ابن كثير ويعقوب ، وأبو جعفر . وافقهما في الوصل ؛ والباقون بغير ياءٍ في الحالَيْن ، وفي سبب تسميته بذلك خمسة أقوال : أحدها : أنه يلتقي فيه أهل السماء والأرض ، رواه يوسف بن مهران عن ابن عباس . والثاني : يلتقي فيه الأوَّلون والآخِرون روي عن ابن عباس أيضاً . والثالث : [ يلتقي ] فيه الخلق والخالق ، قاله قتادة ومقاتل . والرابع : يلتقي المظلوم والظالم ، قاله ميمون بن مهران . والخامس : يلتقي المرءُ بعمله ، حكاه الثعلبي . قوله تعالى : { يَوْمَ هُم بارِزونَ } أي ظاهِرون من قُبورهم { لا يَخْفَى على الله منهم شيء } . فإن قيل : فهل يَخْفَى عليه منهم اليوم شيء ؟ فالجواب : أنْ لا ، غير أن معنى الكلام التهديد بالجزاء ؛ وللمفسِّرين فيه ثلاثة أقوال : أحدها : لا يَخْفَى عليه ممّا عَمِلوا شيءٌ ، قاله ابن عباس . والثاني : لا يَستترونَ منه بجبل ولا مَدَر ، قاله قتادة . والثالث : أن المعنى : أَبْرَزهم جميعاً ، لأنه لا يَخْفَى عليه منهم شيء ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { لَمِن المُلْكُ الْيَوْمَ } اتفقوا على أن هذا يقوله الله عز وجل بعد فَناء الخلائق . واختلفوا في وقت قوله له على قولين : أحدهما : [ أنه ] يقوله عند فَناء الخلائق إِذا لم يبق مجيب ، فيَرُدّ هو على نفسه فيقول : { للهِ الواحدِ القَهّارِ } ، قاله الأكثرون . والثاني : أنه يقوله يوم القيامة . وفيمن يُجيبه حينئذ قولان . أحدهما : أنه يُجيب نَفْسَه ، وقد سَكَتَ الخلائقُ لقوله ، قاله عطاء . والثاني : أن الخلائق كلَّهم يُجيبونه فيقولون { للهِ الواحدِ القهارِ } قاله ابن جريج .