Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 18-19)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وأَنْذِرهم يومَ الآزفة } فيه قولان : أحدهما : أنه يومُ القيامة ، قاله الجمهور . قال ابن قتيبة : وسميت القيامة بذلك لقُربها . يقال : أَزِفَ شُخوص فلان ، أي : قَرُبَ . والثاني : أنه يومُ حُضور المنيَّة ، قاله قطرب . قوله تعالى : { إِذِ القُلوبُ لدى الحناجر } وذلك أنها ترتقي إِلى الحناجر فلا تخرُج ولا تعود ، هذا على القول الأول . وعلى الثاني : القلوب هي النُّفوس تبلغ الحناجرَ عند حضور المنيَّة ؛ قال الزجاج : و { كاظمينَ } منصوب على الحال ، والحال محمولة على المعنى ؛ لأن القلوب لا يقال لها : كاظمين ، وإِنما الكاظمون أصحاب القلوب ؛ فالمعنى : إِذ قلوب الناس لدى الحناجر في حال كَظْمهم . قال المفسِّرون : " كاظِمِين " أي : مغمومين ممتلئين خوفاً وحزناً ، والكاظم : المُمْسِك للشيء على ما فيه ؛ وقد أشرنا إِلى هذا عند قوله : { والكاظمين الغيظ } [ آل عمران : 134 ] . { ما لِلظّالِمِينَ } يعني الكافرين { مِنْ حَميمٍ } أي : قريب ينفعُهم { ولا شفيعٍ يُطَاعُ } فيهم فتُقْبَل شفاعتُه . { يَعْلَمُ خائنةَ الأعيُن } قال ابن قتيبة : الخائنة والخيانة واحد . وللمفسرين فيها أربعة أقوال : أحدها : أنه الرجُل يكون في القوم فتمرُّ به المرأة فيُريهم أنه يغُضُّ بصره ، فإذا رأى منهم غفلةً لَحَظَ إِليها ، فإن خاف أن يَفْطنُوا له غَضَّ بصره ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه نظر العين إِلى ما نُهي عنه ، قاله مجاهد . والثالث : الغمز بالعين ، قاله الضحاك والسدي . قال قتادة : هو الغمز بالعين فيما لا يُحِبُّه الله ولا يرضاه . والرابع : النظرة بعد النظرة قاله ابن السائب . قوله تعالى : { وما تُخْفي الصُّدورُ } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : ما تُضْمِره من الفعل أن لو قَدَرْتَ على ما نَظَرْتَ إِليه ، قاله ابن عباس . والثاني : الوسوسة ، قاله السدي . والثالث : ما يُسِرُّه القلب من أمانة أو خيانة حكاه المارودي .