Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 20-25)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { واللهُ يَقْضي بالحق } أي : يحكمُ به فيَجزي بالحسنة والسَّيِّئة { والذين يَدْعُونَ مِنْ دُونِه } من الآلهة . وقرأ نافع وابن عامر { تَدْعُونَ } بالتاء ، على معنى : قُلْ لهم : { لا يَقْضُونَ بشيء } أي : لا يَحْكُمونَ بشيء ولا يُجازُون به ؛ وقد نبَّه اللهُ عز وجل بهذا على أنه حَيٌّ ، لأنه إِنما يأمُر ويَقضي من كان حيّاً ، وأيَّد ذلك بذِكْر السَّمع والبصر ، لأنهما إنما يثبُتان لحيٍّ ، قاله أبو سليمان الدمشقي . وما بعد هذا قد تقدم بعضه [ يوسف : 109 ] وبعضه ظاهر إِلى قوله : { كانوا هُمْ أشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } وقرأ ابن عامر : { أشَدَّ مِنْكُمْ } بالكاف ، وكذلك هو في مصاحفهم ، وهو على الانصراف من الغَيْبَة إلى الخطاب ، { وما كان لهم مِنَ الله } أي : من عذاب الله { مِنْ واقٍ } يقي العذاب عنهم . { ذلك } أي : ذلك العذاب الذي نزل بهم { بأنَّهم كانت تأتيهم رسُلُهم بالبيِّنات … } إلى آخر الآية . ثم ذكر قصة موسى وفرعون ليَعتبروا . وأراد بقوله { اقتُلوا أبناءَ الذين آمنوا معه } أعيدوا القتل عليهم كما كان أوّلاً ، قاله ابن عباس . وقال قتادة : كان فرعون قَدْ كف َّعن قتل الوِلْدانِ ، فلمّا بَعَثَ اللهُ موسى ، أعاد عليهم القتل لِيصُدَّهم بذلك عن متابعة موسى . قوله تعالى : { وما كَيْدُ الكافرين إلاّ في ضلال } أي إنه يَذْهَب باطلاً ويَحيق بهم ما يريده اللهُ عز وجل .