Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 15-18)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وجَعَلوا له مِنْ عِباده جُزْءاً } أمّا الجَعْل هاهنا ، فمعناه : الحُكم بالشيء ، وهم الذين زعموا أن الملائكةَ بناتُ الله ؛ والمعنى : جَعلوا له نصيباً من الولد ، قال الزجاج : وأنشدني بعض أهل اللغة بيتاً يدل على أن معنى { جزءٍ } معنى الإِناث - ولا أدري البيت قديم أو مصنوع - : @ إِنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ ، يَوْماً ، فلا عَجَبٌ قد تُجْزِىءُ الحُرَّةُ المِذْكارُ أَحْيانا @@ أي : آنثت ، ولدت أُنثى . قوله تعالى : { إِنَّ الإِنسان } يعني الكافر { لَكَفورٌ } أي : جَحودٌ لِنِعَم الله عز وجل { مُبِينٌ } أي : ظاهرُ الكُفر . ثم أنكر عليهم فقال : { أمِ اتَّخَذَ مِمّا يَخْلُقُ بناتٍ } وهذا استفهام توبيخ وإِنكار { وأصْفاكم } أي : أخلَصَكم بالبنينَ . { وإِذا بُشِّر أحدُهم بما ضَرَبَ للرحمن مَثَلاً } أي : بما جعل لله شبها ، وذلك أن ولد كلِّ شيء شبهه وجنسه . والآية مفسرة في [ النحل : 58 ] . قوله تعالى : { أَوَمَنْ يُنْشَّأُ } قرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف ، وحفص : { يُنَشَّأُ } بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين ، وقرأ الباقون : بفتح الياء وسكون النون . قال المبرِّد : تقديره : أو يَجَعلون من ينشأ ( في الحِلْية ) قال أبو عبيدة : الحِلْية : الحِلَى . قال المفسرون : والمراد بذلك : البنات ، فإنهنُ ربِّين في الحُلِيِّ والخصام بمعنى المُخاصَمة ، { غيرُ مُبِينٍ } حُجَّةً . قال قتادة : قلَّما تتكلَّم امرأة بحُجَّتها إلاّ تكلَّمتْ بالحُجَّة عليها . وقال بعضهم : هي الأصنام .