Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 41-44)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ } قال أبو عبيدة : معناها : فإن نَذْهَبَنَّ ؛ وقال الزجاج : دخلت " ما " توكيداً للشرط ، ودخلت النون الثقيلة في { نَذْهَبَنَّ } توكيداً أيضاً ؛ والمعنى : إنّا ننتقِم منهم إِن تُوفيِّتَ َأوْ نُرِيَنَّكَ ما وَعَدْناهم ووعَدْناك فيهم من النَّصر . قال ابن عباس : ذلك يومَ بدر وذهب بعض المفسرين إِلى أن قوله { فإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ } منسوخ بآية السيف ، ولا وجه [ له ] . قوله تعالى : { وإِنه } يعني القرآن { لَذِكْرٌ لَكَ } أي : شَرَفٌ لَكَ بما أعطاكَ اللهُ { ولِقَوْمِكَ } في قومه ثلاثة أقوال : أحدها : العرب قاطبة . والثاني : قريش . والثالث : جميع من آمن به . وقد روى الضحاك عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا سئل : لِمَنْ هذا الأمرُ من بعدك ؟ لم يُخْبِر بشيء ، حتى نزلت هذه الآية ، فكان بعد ذلك إذا سئل قال : " لقريش " وهذا يَدُلُّ على أن النبي صلى الله عليه وسلم فَهِم من هذا أنه يَلِي على المسلمين بحُكْم النًّبوَّة وشَرَفِ القرآن ، وأن قومه يَخْلُفونه من بعده في الوِلاية لشرف القرآن الذي أُنزلَ على رجُلٍ منهم . ومذهب مجاهد أن القوم هاهنا : العرب ، والقرآن شَرَفٌ لهم إِذْ أُنزلَ بلُغتهم . قال ابن قتيبة : إنما وُضع الذِّكر موضعَ الشَّرَف ، لأن الشَّريف يُذْكَر وفي قوله : { وسوف تُسألونَ } قولان . أحدهما : عن شُكر ما أُعطيتم من ذلك . والثاني : عمّا لزمكم فيه من الحقوق .